رابح أبو كريش - خاص ترك برس

لا تزال صورة الطفل السوري ألان الذي غرق قبالة السواحل التركية تهز العالم بأسره، وأثارت جدلًا على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اعتبر المغردون أن الصورة تظهر موت الضمير العالمي. الجديد في الموضوع ما أفادت به رئيسة مختبر وسائل الإعلام الاجتماعية البصرية، الدكتورة "فريدة فييس" في جامعة شيفيلد، والتي قامت بتحليل صورة الطفل  السوري الغريق "ألان"، أن الجامعة ستقوم بوضع الصورة ضمن منهاجها التدريسي الخاص بوسائل الإعلام البصرية.

وليست المرة الأولى من نوعها التي تقع فيها هذه المأساة. فقد وقعت مأساة كبيرة مثلها وأهمها مأساة الفلسطيني محمد الدرة والطفل السوري حمزة الخطيب. لقد حاولت أن أبكي عندما شهدت الصورة لعل بكائي يذيب ما بقى من مقاومته ولكني لم أستطع... لم أجد دموعا أبكي بها، فاكتفيت بأن افعل ما فعلته التركية نيلوفير دمير التي التقطت صور جثة الطفل أنها أصيبت «بالجمود» عندما شاهدته على شاطئ في مدينة بودروم السياحية. ولم أتكلم...

إنما تعلقت عيناي بالصورة في صمت حزين. وصدفت أغمضت عيني حتى تختفي عني الصورة. كنت أتخيل نفسي في مكان الطفل. كنت أريد أن أترك كل شيء لله. يفعل بي ما يشاء... ولم أنم... قضيت الليل لا أستطيع أن أغمض عيناي ولا أن أفتحهما... أخاف إن أغمضت هما أن تدهمني صورة ألان في أحلامي، وأخاف أن أفتحهما فأرى الأمواج وكأنها تسونامي يقترب مني ولا سبيل للهروب.

وقمت في الصباح فوجدت لأول مرة أني لا أستطيع أن أنسى صورة الطفل حتى في أحاديثي مع العائلة أو الأصدقاء. لست أدري… فلم يكن يهمني في هذه الأيام إلا أن أبحث عن أسباب مأساة هؤلاء الناس. وقد تماديت في إقناع نفسي بأن نظام بشار الأسد هو سبب مأساة عائلة ألان. مأساة الشعب السوري إنه محصور بين جيش المجرم بشار. شكرا لهذه الجامعة البريطانية والعار للجامعات العربية.

الأسد الذي يقصف شعبه  بالبراميل المتفجرة والجيش الروسي جيش بوتين القاتل الذي يحرق الأخضر واليابس ويقتل الأطفال والشيوخ والعجائز وكل من يحرك في سوريا.

عن الكاتب

رابح بوكريش

كاتب جزائري


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس