فخر الدين التون – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس

تم تأجيل حل الأزمة السورية مع تأجيل تاريخ مؤتمر جنيف الذي تقاسمت طاولته قوى الصراع على السلطة في المنطقة. ومع استمرار الصراع الوحشي تستمر الأزمة الإنسانية بسبب الأطماع الشخصية في زيادة التعزيزات للظفر بحصة الأسد من الأضحية السورية. فيخرج من يهرف بما لا يعرف عن الأزمات ليقلد نفسه شعار الإنسانية وهو لا يدري أن الأزمة ما زالت تتعاظم، فهي لم تعد محلية بل أصبحت أزمة عالمية. وبينما تتناثر الأشلاء وتتساقط دموع اللاجئين تصر الإنسانية والحضارة الغربية على مشاهدة كل ما يجري من دون أن تحرك ساكنا.

ومنذ بدايات عام 2011 والأزمات في توالد مستمر، لكن الانعطاف الخطير حدث مع الدعم الروسي والإيراني للأسد الذي جعل الأزمة في طور الاستمرارية من غير أي تخفيض للسرعة. وتعمقت هذه الأزمات مع التدخل الروسي في نهاية أيلول/ سبتمبر من العام الماضي، فروسيا دخلت الأزمة بثلة من الأكاذيب نثرتها في وجه وسائل الإعلام مدعية بأنها ستقتحم الساحة السورية من أجل ضبط إرهاب داعش.

فما هي حقيقة هذا التدخل؟ وما هي الأهداف التي تضربها روسيا من نهاية أيلول الماضي؟ في البداية قامت روسيا بضرب نقاط استراتيجية للمعارضة السورية، ثم تجاهلت داعش في معاقله بالرقة ودير الزور إلا في مرات قليلة ضربته دعما لحليفها على الأرض حزب العمال الكردستاني، ولم تقتصر الأفعال الروسية على دعم وإسناد الأسد بل كانت سببا مباشرا في قتل المئات وتهجير الآلاف كما حدث في ضرباتها الجوية الأخيرة التي استهدفت حلب وأدت لتهجير عشرات الآلاف الذين استقبلتهم تركيا وما تزال.

رافقتُ الأسبوع الماضي رئيس الجمهورية الطيب أردوغان في رحلته بالقارة اللاتينية في تشيلي والبيرو والإكوادور، حيث حضرنا اجتماعات مهمة تناولت الأزمات العالمية كان على راسها الأزمة السورية. لم يسألهم أردوغان في هذه الاجتماعات عن الأفعال الإجرامية التي تقوم بها روسيا في مقابل داعش وحربها عليه، بل ناقشهم في مشروعية الأسد ونظامه والتعامل الجيد معه من قبل النظام العالمي في مقابل التعامل الدولي السيء والحقير مع اللاجئين المكلومين المغدورين. وكانت ردود الدول اللاتينية من تشيلي والبيرو والكوادور بدعمها للموقف التركي الإنساني هو بارقة الأمل في هذا الصراع الدموي.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس