ترك برس

أيد وزير الصحة في الحكومة السورية المؤقتة محمد وجيه جمعة خططا تركية لإنشاء منطقة آمنة للاجئين في شمالي سوريا، وذلك في تصريح لوكالة الأناضول عند معبر أونجو بينار المقابل لمعبر باب السلامة على الحدود التركية السورية.

وفي الوقت الذي يقف فيه عشرات الآلاف من المواطنين السوريين الذين فروا من القصف الهمجي من روسيا ونظام الأسد على الطرف السوري من الحدود، قال جمعة: "إذا بنيت المنطقة الآمنة، ربما لا يمر الناس بهذه المأساة وربما لا يموت المزيد من الناس".

وأشار جمعة إلى أن "بناء منطقة آمنة سيكون أمرا جيدا للسوريين... تركيا تعرف كل الأطراف في هذه المسألة. إذا أنشئت منطقة آمنة سيكون لدى السوريين مكان يحتمون به".

وكانت تركيا قد دعت لوقت طويل إلى إنشاء منطقة آمنة للاجئين على امتداد حدودها الجنوبية بين جرابلس والضفة الغربية لنهر الفرات واعزاز بعد إزالة تنظيم الدولة "داعش" من المنطقة.

وتستضيف تركيا 2.5 مليون مواطن سوري، وهو أكبر عدد للاجئين في دولة واحدة في العالم. وبلغت التكاليف التي صرفتها أنقرة على اللاجئين لخمس سنوات 8 مليار دولار أمريكي. وقد أقر الاتحاد الأوروبي في الأسبوع الماضي تقديم مبلغ 3 مليار يورو (ما يعادل 3.33 مليار دولار) كحزمة مساعدة لإغاثة اللاجئين في تركيا.

وشكر العضو في الحكومة السورية المؤقتة جمعة المؤسسات التابعة للحكومة التركية على مساعدتها للمواطنين اسوريين الفارين من حلب وأجزاء أخرى من شمالي سوريا.

ومن جهته، أشار المسؤول في هيئة الإغاثة الإنسانية (IHH) براق كراج أوغلو إن المنظمة وفرت مكان إقامة وتدفئة وطعام للاجئين. وقال: "في الأيام الأربعة الأخيرة، عندما بدأت موجة النزوح، وزعنا 10 آلاف بطانية، ونصبنا 350 خيمة وقدمنا الطعام لـ30 ألف شخص يوميا".

وأضاف كراج أوغلو أن هناك مخاوف من موجة أكبر من اللاجئين بسبب استمرار العدوان الوحشي من قبل روسيا ونظام الأسد، على الرغم من الضغط الدولي عليهما.

وقد أدى العدوان من قوات المشاة التابعة لنظام الأسد وإيران وحزب الله مدعومة بالطيران الروسي في شمال غربي سوريا إلى قطع طرق الإمداد من تركيا إلى المناطق التي تسيطر عليها المعارضة، تاركا مدنا وقرى دون أدنى قدر من المساعدات.

تقدمت قوات الأسد حول مدينة حلب لتحيط بالأجزاء الشرقية من المدينة التي يسيطر عليها الثوار، وتدفع عشرات الآلاف من المواطنين غلى الفرار من منازلهم في الريف الشمالي لحلب. وتبعد هذه القوات الآن 20 كيلومتر عن الحدود التركية السورية.

يقول مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن: "هذه هي المرة الأولى منذ عام 2013 التي يقترب فيها نظام الأسد هذه المسافة من الحدود التركية السورية في محافظة حلب".

وكانت الناطق باسم الحكومة التركية نعمان كورتولموش قد أعرب عن مخاوف تركيا من أن يدفع العنف حوالي 600 ألف شخص إلى حدودها، واصفا ذلك بـ"السيناريو الأسوأ".

ومن جانبه، صرح وكيل الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان أوبراين بأنه كان "شديد القلق" من النزوح الجماعي، مشيرا إلى أن حوالي 80 بالمئة من عشرات الآلاف الذين نزحوا يعتقد أنهم من النساء والأطفال.

وقال أوبراين: "لدينا تقارير أن مدنيين قتلوا وجرحوا، وأن البنية التحتية المدنية تعرضت للقصف بما في ذلك مستشفيين".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!