بريل ديدي أوغلو – صحيفة ستار – ترجمة وتحرير ترك برس

تُستخدم الحروب من اجل فرض الإرادة على الغير، وهي كذلك أداة تغيير وتحوير السلطات الحاكمة، ولأن السلطة والهيمنة كانت ومن فترة طويلة أداة خاصة بالحكومات، لم يكن للشعب والناس أي صوت في تحديد مثل هذه القرارات. وبينما يعيش الشعب مرارة وويل الحرب نجد أن دولًا وأطرافًا خارجية هي من تجد في هذه الحروب فرصتها الذهبية.

في البداية تسعى هذه الدول والأطراف الخارجية إللا إشعال الحرب ثم تفكر فيما بعد بخطواتها اللاحقة والفرص التي ستستغلها، لكن وبسبب الأوضاع غير المستقرة فإن أطراف المعادلة لا تظل ثابتة على حالها، بل تتعرض للتغيير والتحوير حسب الظروف المواتية، فتتغير التحالفات والمحاور والصداقات والعداوات في الصراع بشكل دوري، وهو الأمر الذي يجعل من هذه اللعبة متقلبة وشديدة الخطورة. وتأتي الفوضى غير المتوقعة في الشرق الأوسط مثالا حيا على هذه اللعبة الخطيرة.

في البداية كانت الأقلية التي يمثلها الأسد هي من تحكم، ولكن وبسبب الظلم والظروف الأخرى خرجت الأغلبية على هذه الأقلية لتحاول أخذ مكانها، فتدخلت قوى خارجية لم يسبق لها أن وقفت مع الأسد مثل هذا الموقف لتدعمه وهي تضع نصب أعينها أجنداتها الإقليمية والعالمية، في المقابل تدخلت قوى أخرى لتدعم قوى المعارضة التي تشكلت بأسماء ورايات مختلفة، وبين هذا وذاك خرج تنظيم داعش الذي أفسد على المعارضة معارضتها.

مثّل خروج تنظيم داعش ضربة قاصمة في ظهر المعارضة المسلحة في سوريا بسبب المواقف الدولية التي تم حشدها في جبهة تحارب جزء من المعارضة كما هو مُفترض، وكان أول من وقف في هذه الجبهة هو المد الإيراني في المنطقة، ثم تبعته التحالفات التي أنشأتها الولايات المتحدة الأمريكية، ومن ثم تم الختم على كل ما سبق بتدخل الدب الروسي. وبين كل هذه الاحدث نسأل السؤال التالي: هل سيكون الموقف الأمريكي والروسي في سلة إرادة الشعوب والدول أم أنه سيكون في مكان آخر؟ وهل سترتبط التسويات الروسية الأمريكية بقدر ومستقبل تلك الشعوب؟

تريد كل من أمريكا وروسيا حصتها الكاملة من المستقبل الذي يعقدونه لمناطق سوريا والعراق المفتتة والمقسمة، وفي حال استمر الوضع على ما هو عليه فإن حالة الاستقطاب في الشعب ستزيد، وسيزيد معها الانقسامات الدولية التي ستركض خلف مصالحها بين الأطراف المتصارعة في الساحة المنقسمة. وكما قلنا في البداية فإن مستقبل سوريا يعتمد على إرادة الدول التي تتدخل بشكل مباشر أو غير مباشر في الصراع، فمثلا نرى طرف الصراع السوري تركيا في معركة ضد حزب العمال الكردستاني الذي يتم دعمه من قبل بعض أطراف أخرى في الصراع مثل بعض الدول الأوروبية وروسيا.

عن الكاتب

بريل ديدي أوغلو

كاتبة في صحيفة ستار


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس