هلال قابلان – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس

منذ يوم السبت الماضي وتضرب القوات التركية المسلحة وحدات حماية الشعب ومليشيات بشار الأسد، وهو ما يُعد رسالة توجهها تركيا لروسيا التي تغطي تقدم وحدات حماية الشعب الكردي جوا، كما تعد رسالة أخرى أيضا إلى الولايات المتحدة الأمريكية التي تتواطؤ مع الروس وحزب الاتحاد الديمقراطي في هذا المخطط. والسؤال هنا: ما هو داعي تقدم وحدات حماية الشعب الكردي إلى مناطق محررة خالية من داعش والنصرة مع أن هذه المعارضة التي يُهاجمونها اليوم كانت في السابق هي من ساندتهم في الحرب على داعش في كوباني؟ والجواب على ذلك هو محاولتهم السيطرة عليها لإفشال مشروع المنطقة الآمنة الذي تطالب به تركيا.

تعمل القوات العسكرية الروسية وبالتعاون مع وحدات حماية الشعب على إنهاء أي تواجد وتأثير للمعارضة وتركيا منذ بداية مشروعهما الاحتلالي في سوريا، كما وتجتهد روسيا في تحقيق انتقامها للطائرة التي أسقطتها الدفاعات التركية. وفي تصريحات نارية لرئيس الوزراء أحمد داود أوغلو قال مذكرا الروس بأيام السوفييت: "لقد انتهت فترة الاتحاد السوفيتي، ولن تكون المحاولات الروسية في إعادة إحيائها خيرًا لهم"، كما أكد رئيس الوزراء الأوكراني في نفس اللقاء على أن التواجد الروسي في القرم لا يعدو كونه احتلالًا مرفوضًا.

تشتعل الجبهات في جنوب البلاد مع التحضيرات التي يقوم بها الجيش التركي هذه الأيام، فقد استقبلت قواتنا العسكرية في الأيام الماضية طائرات سعودية وقطرية في مطار إنجيرليك العسكري في إطار الاستعدادات التي تحضر لها السعودية من أجل التدخل البري في سوريا، فهل ستكون قواتنا العسكرية أيضا من المشاركين في هذه الحملة؟

منذ مؤتمر جنيف الأول والمملكة السعودية وقطر تصرّان على أن الحل السوري لا يكون إلا بسوريا من دون الأسد، ويصرون كذلك على أن أي تدخل عسكري لهم يجب أن يكون في إطار التحالف الدولي الذي تقوده أمريكا، وفي هذا الشأن كنت قد قرأت البارحة خبر غريب نُشر في الواشنطن بوست وكان على النحو التالي "في مقابلة مع وزيرة خارجية المملكة السعودية قال بأن توقيت التدخل البري سيكون بالتوافق مع الولايات المتحدة الأمريكية، وفي نفس السياق وكما أخبر مسؤول آخر رفيع المستوى رفض ذكر اسمه قال إنه وفي زيارة رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو الأخيرة إلى السعودية وبتواجد رئيس الأركان التركي تم الاتفاق على تشكيل وحدة من القوات الخاصة المشتركة بين البلدين من أجل تنظيف جرابلس من داعش لإعطاء المعارضة السورية مُتنفس ولو بسيط".

تُظهر لنا الساحة أن تركيا لا تنظر إلى خيرات التدخل الجوي والبري بإيجابية بسبب المواقف المتوترة مع روسيا حسب ما ورد لي من كلام، لكن في المقابل قد تشارك في تحالف مع قطر والسعودية من أجل منع تقدم داعش وروسيا على حساب المعارضة المسلحة بالقوة الجوية، وفي نفس الوقت يجب أن لا ننسى الموقف السعودي المرتبط بالإرادة الأمريكية الكاملة حسب ما ظهر في تقرير سي أن أن. وفي النهاية نسأل السؤال المهم: هل ستستطيع تركيا تحطيم التحالف الروسي الإيراني مع الأسد ووحدات حماية الشعب الكردي من دون التدخل العسكري المباشر؟

عن الكاتب

هلال قابلان

كاتبة في صحيفة يني شفق


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس