ترك برس

ذكرت رئيسة الوزراء البريطانية السابقة "مارجريت تاتشر"، في أحد تصريحاتها التلفازية، بأن وسائل الإعلام تُمثل "الأكسجين" الذي يعيش من خلاله الإرهاب، مشيرةً إلى أن الإرهاب أو داعميه يستخدمون وسائل الإعلام لتشكيل مسرحهم الإرهابي وعرضه بقوة لتحقيق أهدافهم التي تتمثل في نشر الرعب بين العامة وبالتالي إجبار الدولة على إقامة وزن له واضطرارها إلى تنفيذ مطالبه.

وأكدت تاتشر أن السبيل الوحيد لتفوق الدولة على الإرهاب بناء جهاز استخباراتي قوي جدًا، يعمل مثل الصياد ومهندس المعادن في منجمه، حيث يسعى إلى اصطياد الأهداف الثمينة ويفتش عن هذه الأهداف بعيون براقة وسط الظلام الدامس.

وأفاد الخبير الإعلامي "يوسف أوزكير"، في مقاله "أساليب إعلامية حساسة لدعم الإرهاب"، المنشور في صحيفة "يني شفق"، 16 شباط/ فبراير 2016، بأن الهدف الأساسي لتأسيس الصحافة هو إيصال المعلومة الإخبارية السياسية والاقتصادية والثقافية للجمهور، منوّهًا إلى أن الأسلوب الصحافي يختلف من ناحية الصيغة التحريرية والصورة المختارة للخبر بناءً على اختلاف الهدف الصحافي، وهذا ما يجعل الخبر الواحد ذي تأويلات متباينة تختلف حسب الهدف.

وأوضح الخبير الإعلامي أن أحد وسائل الإعلام المستخدمة لتحفيز الإرهاب الموجه ضد تركيا، هي وسيلة تناول الصحف المعارضة لخبر العمليات الإرهابية ضد تركيا، حيث تحمل هذه الوسائل الإعلامية المسؤولية الكاملة للحكومة وتدغدغ عواطف الشعب التركي بهذا الاتجاه، وهذا ما يشكل خدمة فاخرة للمنظمات الإرهابية التي تهدف أصلًا إلى قلب الرأي العام على الحكومة، مؤكدًا أن هذا الوسائل تُسدى خدمة موفقة للمنظمات الإرهابية، بدلًا من أن تقوم بمساندة الحكومة والدول في ظل الفترة الحرجة التي تمر بها تركيا.

وألمح أوز كير إلى أن إخفاء الفاعل الإرهابي أيضًا أحد الأساليب التي تستخدمها وسائل إعلام المعارضة لتحفيز الأعمال الإرهابية إراديًا أو لا إراديًا، حيث أنه من خلال إخفاء الفاعل الحقيقي يظهر وكأن الحكومة هي من تقوم بهذه الأفعال لتحقيق مأرب سياسية، مبينًا أن عدم ذكر الفاعل يفتح باب التأويل الشعبي الذي ينتهي أخر المطاف باتهام الحكومة بالقصد أو التقصير، ويبعد الرأي العام عن الفاعل الحقيقي لهذه الأفعال.

وبهذا الصدد، بيّنت صحيفة "تقويم" أن الوسائل الإعلامية تلعب دورًا كبيرًا في دعم الإرهاب الداخلي والإقليمي والدولي ضد تركيا، موضحةً أن أحد الأساليب الإعلامية الهامة التي تستخدم في دعم الإرهاب ضد تركيا، أسلوب اختيار المشهد، حيث يتم التركيز على المشاهد التي تُظهر سقوط البيوت وانهدام البنية التحتية في مناطق جنوب شرقي تركيا، ولكنها تتغافل عن السبب الرئيس للعمليات العسكرية التي تم خوضها بين الجيش التركي والمنظمات الإرهابية المتحصنة داخل البيوت والأنفاق، والتي أدت إلى مثل هذه المشاهد.

وكشفت الصحيفة النقاب عن أحد الأساليب الإعلامية الأخرى التي تُستخدم لتأجيج المشاعر ضد تركيا ودعم الإرهاب، من خلال الإشارة إلى أسلوب تحوير المضمون الإخباري، ملفتة ً إلى أن هذا الأسلوب يشبه إلى حد كبير أسلوب اختيار المشهد، حيث يتم التركيز على جزء معين من مضمون الحدث ويُترك الجزء المتكامل له، فيُقال يخوض الجيش التركي عمليات عسكرية شاملة في بعض مناطق جنوب شرق وشرقي تركيا ولا يُضاف إلى هذه الجملة عبارة "ضد عناصر حزب العمال الكردستاني الإرهابية المتحصنة دخل البيوت والأزقة.

وتابعت الصحيفة منوّهةً إلى أن أسلوب إضافة الروح العاطفية إلى العنف أيضًا أحد الأساليب المتبعة بشكل نشط في دعم الإرهاب المستهدف لتركيا على الصعيدين الداخلي والخارجي، حيث يتم تصوير الأعمال الإرهابية التي تقوم بها المنظمات الإرهابية بالأعمال الثورية المحقة، ويتم تعريفهم على أنهم ثوار من أجل الحرية، كما يتم تعريف حزب الاتحاد الديمقراطي الانفصالي في سورية، حيث يطلق عليه بعض وسائل الإعلام الدولية، وخاصة الأمريكية، اسم الحزب "الديمقراطي الثوري"، لقلب روح التعاطف الدولي لصالحه.

ونقلت صحيفة "ستار"، عن رئيس التحرير في صحيفة "غونيش" "تورجاي جولار"، قوله إن ثمة وسائل إعلام دولية ووسائل إعلام محلية تابعة لهذه الوسائل الدولية، تعمل على قلب الحقائق الجارية في تركيا ومحيطها، وتحرف الحقيقة لتأجيج الرأي العام الدولي ضد تركيا، من خلال الادعاء دعم تركيا لداعش الإرهابية ومحاربة حزب الاتحاد الديمقراطي الثوري، مشيرًا إلى أن تحريف الحقائق ضمن دعاية سياسية سوداء "بروبوجندا" أحد الأساليب الإعلامية "القذرة" التي تهز الصورة الحقيقية لتركيا عبر العالم، وتخدم مصالح المنظمات الإرهابية المحاربة لتركيا.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!