نهال بينغيسو كاراجا - صحيفة خبر ترك - ترجمة وتحرير ترك برس

منذ يومين فجعنا في أنقرة بانفجار راح ضحيته 28 قتيل و61 جريح وأيضا منذ حوالي الأربع أشهر وأيضا في أنقرة حصل انفجار راح ضحيته 97 شخص وكأن ذلك مقصود ومهيأ مسبقًا لضرب تركيا من القلب، فالفاعل ظاهر من جنس العمل ومن الأهداف المختارة، فالهدف المختار الآن هو حي الدولة، يبعد عن وزارة الأركان 300 متر ويبعد عن البرلمان التركي 500 متر.

لم تجف الدموع بعد على الثمانية وعشرين شخص وحتى القرآن ما زال يقرأ عليهم لنسمع البارحة بخبر استشهاد الضابط "سيتشكين تشي" في ديار بكر وبعدها في الصباح استيقظنا على خبر في مدينة ليجة التابعة لولاية ديار بكر حيث انفجر حوالي طن من المواد المتفجرة التي وضعها تنظيم بي كي كي راح ضحيتها 6 شهداء.

تبين أن فاعل التفجير في أنقرة هو من تنظيم "ي بي غي" وقد بدأ بعضهم بالقول "لماذا يفعلها تنظيم بي يي دي و له مقام رفيع في العالم لماذا يضيعه".

ما زال هنالك البعض يفكرون بهذا الشكل، ويتكلمون عن هذا المقام و تنظيم بي ي دي هو الذي يمد بي كي كي بالسلاح ليقوم بأعماله الإرهابية في تركيا ، حتى أن من عدة أيام تم إزالة  2400خندق و حاجز لتنظيم بي كي كي في عدة مناطق كسيلفان، فارتو، ديريك، داركيتشيت،سور،و جيزرة وكان البي كي كي يحمي تلك الحواجز ب 2313 قنبلة، وتم مصادرة 830 قطعة من الأسلحة و47 صاروخ و645 من ذخيرة الصواريخ وألف من المتفجرات اليدوية الصنع و431 قنبلة يدوية و98650 قطعة ذخيرة، هل تعتقد أن كل هذه المعدات صنعت في أقبية أحياء مدينة سور؟

أضف إلى أن منظمة العفو الدولية حضرت السنة الماضية تقرير بعنوان "لا يوجد مكان نذهب إليه" تحدث عذا التقرير عن ممارسات تنظيم اليي بي غي (القوة العسكرية لتنظيم بي يي دي) ضد المئات من العرب والتركمان بإجبارهم على ترك بيوتهم تحت التهديد بالقتل وذلك بشهادات سكان قرى "رنين، وسلوك، وعبدي".

يوجد شيء لا يفهمه البعض أن نضال صالح مسلم من أجل البقاء على قيد الحياة ليس بديمقراطية حزبه بل أهدافه جدية ومحددة هذا وأنه رئيس تنظيم دموي مشترك في الشرق الأوسط.

يبدو لنا أن تنظيمي بي كي كي وبي يي دي منفصلان عن بعضهما لكن أهدافهما ذات تنظيم واحد، هذه الأهداف هي اقتطاع منطقة جغرافية من تركيا وفرض سيطرتها على تلك المنطقة.

وذلك بالتنسيق مع بشار الأسد الملطخة يداه بالدماء، وطبعا يوجد مقابل لهذا التعاون أوله جعل تنظيم ي بي غي يهجم على إعزاز ويعلنها كانتون ويصلها بعفرين والثاني بناءا على طلب الأسد وروسيا وهو إغلاق الخط الواصل بين إعزاز وحلب وبالتالي إغلاق الباب على معارضي الأسد وهم التركمان والعرب السنة ومجموعات المعارضة السورية وتسهيل قتلهم.

ومن أجل ذلك فإن تركيا لاتقبل أبدا بوقوع خط إعزاز-مارع-جرابس تحت قبضة تنظيم بي ي دي أو تنظيم داعش.

تركيا الدولة الوحيدة التي لم تدخل في الحرب السورية والمتأثرة كثيرا من هذه الحرب لها مطلب واحد: ألا وهو إعلان خط إعزاز- مارع- جرابلس منطقة آمنة.

وقد شاعت هذه الضوضائيات في الوضع الحالي عند سماع هذا الطلب "يدخلون سوريا ويدخلوننا في خضم هذه الحرب" لكن المقصود من هذا الطلب السابق ليس من أجل الاحتلال كروسيا بل من أجل مبادرة إنشاء منطقة آمنة فقد.

لأنه بهذا الشكل نكون قد قللنا من خطط القتل الممنهجة التي يستخدمها تنظيم بي ي دي ضد التركمان والعرب عند حدودنا وهذا خطوة ضرورية من أجل وحدة أرضنا.

لأنه بهذا الشكل نكون قد أبعدنا تنظيم داعش.

لأنه بهذا الشكل نكون قد أنقذنا حياة الناس الفارين من الموت.

لأنه بهذا الشكل نكون قد أعطينا الفرصة من جديد للمعارضة السورية لمحاسبة نظام الأسد.

لأنه بهذا الشكل وحسب رأي دنيز بايكال (رئيس حزب الشعب الجمهوري السابق) نكون قد حمينا آخر رمز للإسلام السني "حلب" من المد الشيعي الإيراني.

هذا الحل هو الحل الأمثل والمؤقت لكن الدول الكبيرة لا تأذن بذلك.

انتظرنا موافقة الناتو والأمم المتحدة وأمريكا على هذا القرار قبل دخول روسيا للمنطقة لكن بعد دخول روسيا ننتظر الموافقة من أجل حماية أنفسنا إذا هاجمتنا روسيا.

لكن نفقد الكثير  من الأرواح أثناء انتظارنا للموافقة، وقد وصلت أعداد اللاجئين لمرحلة لانستطيع تحملها والوضع يأخذ أبعاد تحتاج لشرح طويل.

عن الكاتب

نهال بينغيسو كراجا

كاتبة في موقع خبر ترك


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس