ترك برس

أطلق الكثير من الباحثين وصناع القرار على مشكلة الإرهاب مصطلح "معضلة القرن"، لما تسببت به من مشاكل أمنية جسيمة طالت نيرانها معظم دول العالم، وغدا الإرهاب يقض مضاجع العديد من الدول التي اتجهت لاتخاذ الكثير من الإجراءات الأمنية المُشددة لمكافحته والقضاء على من يقوم به.

وتعد تركيا إحدى الدول التي اكتوت بلهيب الإرهاب الحارق، إذ أن مواقفها السياسية المعارضة لتمدد الإرهابيين في بعض المناطق، تسببت في إضرام شعلة التفجيرات الإرهابية في بعض مدنها الرئيسية، مثل أنقرة وإسطنبول.

وكانت أنقرة المسرح الأخير للتفجيرات الإرهابية، حيث وقع تفجير إرهابي، في السابع عشر من الشهر الجاري، بالقرب من المقرات العسكرية والمدنية العليا، مسفرًا عن 29 قتيلًا وأكثر من 90 جريحًا.

وأشار بعض الخبراء إلى أن الانفجار كشف النقاب عن وجود ضعف أمني كبير في تركيا، موضحين أن تمكن الإرهابيين من استهداف أنقرة في قلبها العسكري والسياسي، ليس بالأمر الهين، بل أمر عظيم يستدعي اتخاذ كافة الإجراءات لصد مثل هذه العمليات التي يمكن تكرارها، في ظل التدهور الأمني الملحوظ التي تشهدها المناطق المحيطة بتركيا.

وفي هذا الإطار، اقترح المُدعيان العامان "هارون كودالاك" و"نجيب جم" وضع نظام التعرف على الوجه في المداخل الرئيسية والأماكن الحساسة للمدن الكُبرى، لانتهاج الخطوات الاستباقية لمنع لأي عمل إرهابي ممكن.

وقد قام رئيس الوزراء التركي "أحمد داود أوغلو"، مؤخرًا، بإجراء اجتماعات مُكثفة مع الجهات الأمنية التركية، لبحث السُبل الممكنة لمحاربة الإرهاب وتقويض خططه الإجرامية، وأدلى المدعون العامون السبعة الذين تم تنصيبهم بشكل خاص للتحقيق في تداعيات الانفجار وإرساء خطط ناجعة لمحاربة تكرار مثل هذه العمليات، بمقترحاتهم الخاصة بالتدابير الأمنية الممكنة لإحباط أي عملية إرهابية مستقبلية، وحسب ما نقلته صحيفة "خبر ترك"، عن مصادر مُطلعة، فإن داود أوغلو والمدعوين العامين توصلوا إلى وضع الإجراءات الأمنية التالية لمحاربة الإرهاب".

وضع أجهزة التعرف على الوجه في الأماكن المزدحمة

أجمع المجتمعون على أن الإرهابيين يركزون أعمالهم الإرهابية على الأماكن المزدحمة، لذا ارتأوا تنصيب أجهزة التعرف على الوجه في الأماكن المزدحمة بأنقرة، مثل ميدان "الكيزيلاي" الضخم، ميدان أولوس، محطة أنقرة للقطار السريع، محطة أنقرة للحافلات.

وأكدت الأطراف المجتمعة على أن هذه النظام يكفل التقاط الأوجه التي تكرر قدومها لمكان ما، ومن خلاله يمكن تحديد ما تقوم به هذه الوجوه، فإذا كان هدف هذه الوجوه هو إجراء عمليات استكشافية، فإن الأجهزة على الفور تقوم بتحديدها، وإرسالها إلى الأجهزة الأمنية المختصة للقيام بالإجراءات التحقيقية اللازمة.

هذا وأشارت المصادر المطلعة إلى أن هذه الأجهزة سيتم تنصيبها في إسطنبول وإزمير وغازي عنتاب وأنطاليا وأنطاكيا وهاتاي وغيرها من المدن الكُبرى.

كلاب بوليسية ماهرة

وأفادت المصادر المعنية أن الاجتماع أسفر عن وضع الكلاب البوليسية الماهرة قيد الاستخدام في الأماكن المزدحمة الموجودة في المدن الكُبرى، حيث سيتم تدريب هذه الكلاب على تتبع القنابل وما يعادلها، للتمكن من إلقاء القبض على الإرهابيين قبل شروعهم في تنفيذ أي تفجير إرهابي.

رفع عدد أفراد الأجهزة الأمنية العاملين في أنقرة

ووفقًا لما جاءت به المصادر، فإن الجهات المجتمعة شددت على ضرورة رفع عدد أفراد الأجهزة الأمنية العاملين في أنقرة، نظرا ً لما تمثله من أهمية سياسية وعسكرية حساسة لتركيا، وأجمعت الأطراف المجتمعة على تزويد أنقرة بألفي شرطي جدد، وتفعيل التعاون الأمني بين الأجهزة الأمنية على كافة المستويات.

متابعة أماكن العمل بحزم شديد

أظهرت التحقيقات الخاصة بتفجير أنقرة الإرهابي الأخير، أن المنفذ "عبد الباقي سومر" عمل في أحد مواقع البناء كعامل إلى جانب الموجه له في العملية "قطب الدين أنور"، وعاش الاثنان لمدة ما يقارب 15 يومًا داخل موقع العمل، وكما تم تجهيز القنبلة داخل موقع العمل.

وبهذا الصدد، اقترحت الأعضاء المجتمعة تشديد المراقبة على مواقع العمل والعاملين بداخلها، لمنع عمل العاملين غير القانونيين، والبقاء على معرفة بالعاملين التابعين لكل موقع عمل، مؤكدين على ضرورة وضع كاميرات مراقبة في كل موقع عمل، وتكثيف دوريات المراقبة والتفتيش الخاصة بتلك المواقع.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!