طه داغلي – صحيفة خبر 7 - ترجمة وتحرير ترك برس

عندما تحاولون التضليل والتأكيد على أن حزب الاتحاد الديمقراطي "ليس منظمة إرهابية"، إذن إلى من تنسبون حزب الله؟

وقف إطلاق النار يضم حزب الاتحاد الديمقراطي، بينما لا يضم داعش. حسنًا أما حزب الله لماذا وكيف وجد؟ لا أحد يتساءل عن سبب وجود حزب الله هناك؟

في الوثائق الأمريكية الرسمية يعد "حزب الاتحاد الديمقراطي منظمة إرهابية، وامتدادًا لحزب العمال الكردستاني" وهو موجود في لائحة المنظمات الراعية للإرهاب.

الولايات المتحدة الأمريكية التي تُصنف حزب الاتحاد الديمقراطي "كمنظمة إرهابية" في الوثائق الرسمية الموجودة في المراسلات الداخلية لم تصنفه في لائحة المنظمات الإرهابية.

الأمر نفسه يسري على الاتحاد الأوروبي. ذلك أن حزب العمال الكردستاني موجود في تلك اللائحة أما حزب الاتحاد الديمقراطي فهو غير موجود.

وإن أتينا الآن إلى حزب الله، فالحزب موجود لسنوات على لائحة المنظمات الإرهابية الأمريكية، ولكن قبل سنة كاملة استعدوا للمراوغة. ويمكن الخروج من ذلك بنتيجتين، أنهم صنفوا حزب الله "كمنظمة إرهابية" ولم يصنفوه كذلك بالوقت نفسه.

وفي شهر آذار/ مارس من 2015 سحب مجلس الأمن القومي الأمريكي إيران من لائحة الإرهاب، كما سحب حزب الله الوارد اسمه مع إيران من اللائحة أيضًا.

في تلك الفترة كانت الولايات المتحدة الأمريكية في عملية مفاوضات مع إيران. وفي الوقت الذي فتحت فيه القنوات على أساس أن لا تهديد يأتي من إيران، تمت تبرئة طهران من لائحة المنظمات الراعية للإرهاب. وطرأ تغيير آخر في تلك اللائحة التي تحوي اسم حزب الله، حيث سحب اسمه منها مع التأكيد في الوقت نفسه على استمرار التهديد الإرهابي.

أي أن الولايات المتحدة الأمريكية رأت أن القول إن حزب الله منظمة إرهابية لا يخدمها حاليا، ولهذا السبب لن تقول ذلك ولكن الأمور يمكن أن تتغير ولذلك تركت خيار المنظمة الإرهابية مفتوحًا.

الأمر نفسه يسري على موقف الولايات المتحدة الأمريكية من حزب الاتحاد الديمقراطي. أما نحن فنقول "تخدعون من؟"، لأنهم يفعلون مع حزب الله ما فعلوه مع حزب الاتحاد الديمقراطي.

أما إذا نظرنا إلى تصنيف حزب الله لدى الاتحاد الأوروبي، فإنه لا يزال موجود على مقعد الشرف في لائحة الاتحاد الأوروبي للمنظمات الراعية للإرهاب.

إذن كيف يكون الحل في سوريا، يمكن بإدراج منظمات إرهابية في عملية وقف إطلاق النار. كما تم استبعاد داعش والقاعدة وامتدادها المتمثل في جبهة النصرة خارج نطاق وقف إطلاق النار لأنها منظمات إرهابية.

ولكن لماذا لا يسري الأمر نفسه على حزب الله وحزب الاتحاد الديمقراطي؟

لأنهم لم يصنفوا حزب الاتحاد الديمقراطي على القائمة السوداء رسميًا، وهذا ما نفهمه لأن حزب الله بالنسبة إلى الولايات المتحدة الأمريكية منظمة إرهابية بالمناصفة. أما بالنسبة للاتحاد الأوروبي فقد اعتبر منظمة إرهابية مئة بالمئة بشكل نظامي. ولكنهم ليسوا ضمن نطاق وقف إطلاق النار. مع أن حزب الله يقتل المدنيين في سوريا منذ أن بدأت الثورة في 2011.

وعلى الرغم من دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ فإن حزب الله لا يزال مستمرًا في مجازره على الأرض. ولكن هل سيحارب حزب الله الذي يعرفه الاتحاد الأوروبي كمنظمة إرهابية بشكل رسمي ضد داعش التي صنفت كمنظمة إرهابية بشكل رسمي من قبل الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي؟

ولكن المشهد على الساحة ليس كذلك على الإطلاق. حيث أعطيت "رخصة ضرب داعش" لحزب الله كما أعطيت لحزب الاتحاد الديمقراطي. ومن خلال تلك الرخصة انتشر حزب الله في الأراضي السورية واستمرت اعتداءاته ضد المدنيين خلال عملية وقف إطلاق النار.

عن الكاتب

طه داغلى

كاتب في صحيفة خبر 7


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس