بوتين يقول في الصورة: "أستميحُك عُذرًا فلست بقاتل شعوب"

محمد حامد - خاص ترك برس

لا تزال تداعيات القرار الروسي المفاجئ بسحب القوات الروسية الرئيسة من سوريا تلقى اهتماما واسعا من وسائل الإعلام الإسرائيلية، كما أن القرار ألقى بظلاله على اللقاء الذي يعقد اليوم في الكرملين بين الرئيس الإسرائيلي رؤبين ريفلين والرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

ونقل موقع والا الإخباري عن مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى أن المباحثات بين الرئيسين ستتركز على قرار الانسحاب من سوريا، ومفاوضات جنيف الرامية إلى التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية، مضيفا أن إسرائيل لا تزال تحاول فهم أسباب القرار الروسي بسحب معظم قواتها من سوريا.

وفي هذا السياق أشار محلل الشؤون الأمنية موشيه مرزوق في مقال نشرته صحيفة معاريف إلى أن الانسحاب الروسي جاء في إطار صفقة أوسع تضم لاعبين إقليميين ودوليين من بينهم تركيا والسعودية ودول غربية، حيث اتضح لبوتين أن تحقيق انتصار عسكري ليس كافيا، وأنه يجب أن يكون مدعوما باتفاق سياسي، ومن ثم فإنه يحتاج إلى مساعدة باقى الأطراف المتدخلة في الحرب السورية.

وأضاف المحلل الإسرائيلي أنه في إطار هذه الصفقة يتردد الحديث عن بدء انسحاب القوات الإيرانية ومليشيات حزب الله اللبناني من سوريا. فقد كان الحزب معرضا خلال الأسابيع الأخيرة لضغط داخلي كبير بسب الخسائر الفادحى التي تعرض لها، فضلا عن أن إعلان السعودية الحزب منظمة إرهابية ألحق ضررا كبيرا به.

ولفت مرزوق إلى أن من بين أسباب الانسحاب الروسي الضرر الكبير الذي لحق بالاقتصاد الروسي بسبب تدخلها في سوريا، وهو الضرر الذي بدأ منذ التورط العسكري في أوكرانيا، حيث تراجعت قيمة الروبل، وتآكلت المعاشات التقاعدية والرواتب بشكل حاد. ويأمل بوتين في أن يؤدي الانسحاب إلى تحسين الوضع الاقتصادي.

وفي الاتجاه نفسه استعرض المحلل السياسي في صحيفة هآرتس أنشيل بيفر ثلاثا من النظريات المطروحة لأسباب الانسحاب الروسي المفاجئ أولها ما تردد خلال اليومين الأخيرين من أن إسقاط مقاتلة حربية سورية  بصاروخ محمول على الكتف آثار فرضية أن السعودية أرسلت شحنة كبيرة من هذه الصواريخ عبر تركيا إلى المعارضة المسلحة، وأن الروس باتوا يخشون الآن على حياة طياريهم.

والنظرية الثانية، وفقا لبيفر، هي أن الروس توصلوا إلى اتفاق سري مع السعودية لرفع سعر النفط لإنعاش الاقتصاد الروسي المتهاوي. كما تروج نظرية ثالثة أن الروس محبطون من القدرات العسكرية الضعيفة للتحالف الشيعي الداعم لنظام بشار الأسد .

وأشار بيفر إلى أن هذه النظريات الثلاث أكثر قبولا من استنتاج أن بوتين أكمل خططه في سوريا، لأن الحقيقة أن كل يوم إضافي في سوريا يكلف الكرملين ملايين الدولارات، وتزيد من خطر عودة توابيت أخرى إلى روسيا.

وبعيدا عن الأسباب الاقتصادية والصفقات السياسية  في تفسير الانسحاب الروسي المفاجئ، أضاف المحلل يعكوف كيدمي في مقال لمجلة يسرائيل ديفينس العسكرية سببا عسكريا لهذا الانسحاب. وكتب كيدمي إنه من غير المستبعد أن تكون هناك أسباب أخرى وراء الانسحاب الروسي ليست متعلقة بسوريا والشرق الأوسط، ومن المحتمل أن روسيا ترى ضرورة للاحتفاظ بقواتها الجوية من أجل مهمات أخرى في المستقبل القريب ولكن في مناطق أخرى.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!