ولاء خضير - خاص ترك برس

بدأت احتفالات عيد النيروز (الربيع)، في عدة مدن تركية، حيث يجتمع مئات الآلاف في الميادين العامة، خاصة في وسط المدن ذات الأغلبية الكردية، للإحتفال بهذه المناسبة، وهو أول يوم في التقويم الهجري الشمسي 21 آذار/ مارس، ويحتفل به الفرس والأكراد، وعلى الرغم من أنه لا يوجد تاريخ واضح المنشأ، لكن يقال إن بداية النيروز تُنسب إلى عصور ما قبل التاريخ.

وكان أبناء الشعب التركي في العصر العثماني، يعدون عيد النيروز بداية الربيع، وتجدد الحياة والصفاء والنقاوة في العالم، ويعده البعض منهم يومًا مقدسًا، كليلة القدر، وعامل الوحدة والانسجام والتضامن، وذكرى مولد الامام علي، وذكرى خلافته، ويوم زواجه بالسيدة  فاطمة الزهراء.

ويشار إلى أن عيد نوروز، معربها نيروز، هو أول يوم في التقويم الهجري الشمسي، 21 مارس، ويحتفل به أيضا الفرس و الأكراد معًا، ويقال إن أصل كلمة نوروز (Newroz)، هو من الكردية، وتتكون من "نو" (new) بالكردية اللاتينية يعني "جديد"، وروز الكردية بالأحرف العربية - هي "يوم" مما يعني يوم جديد.

النوروز في تركيا

كان الأتراك منذ عهد الإمبراطورية العثمانية، يحتفلون بعيد النوروز، وكانت الاحتفالات تستمر عدة أيام، وبعد تأسيس جمهورية تركيا الحديثة، بدأت مظاهره تقل تدريجيا، وأصبحت تقام الاحتفالات، وتتركز في المناطق الكردية والشمالية في تركيا.

ولكن الحكومة التركية، أعلنت في سنة 2005م، في منشور وزاري رسمي إلى المراكز التعليمية، تطلب منهم الاحتفال بهذا العيد بصورة رسمية، وأعلنت وزراة التربية و التعليم التركية ذلك.

ويشار في هذا المنشور الوزاري، إلى احتفالات عيد النيروز في بلدان آسيا الوسطى، و يطلب من مدراء المؤسسات التعليمية، أن تقام احتفالات، وبرامج ثقافية، و فنية لهذا العيد في اليوم الأول من شهر الربيع.

وتقام احتفالات واسعة بعيد النوروز، في مدن جنوب شرقي تركيا كدياربكر، وشانلي اورفا، وكهرمان مرعش، ومرسين.

كما أن الشعوب الإيرانية، والكردية، وعددًا من الطوائف الاخرى، كالإسماعيلية، والعلويين، والبهائيين، يحتفلون بهذا العيد في 21 مارس من كل عام، ويعدّونه عيدا مقدسا.

ويصادف هذا العيد أول أيام السنة الفارسية والكردية، ويصادف كذلك حالة الاعتدال الربيعي، حيث تكمل الأرض دورتها حول الشمس، و يقوم الإيرانيون والأكراد بالاحتفال بهذا اليوم، بإقامة طقوس مختلفة، فيلبسون ثيابا مزركشة وزاهية الألوان، ويخرجون للمتنزهات، للاستمتاع بجمال الطبيعة، حيث الخضرة والماء.

ولدى الفرس من الأعمال المحبوب عملها في نوروز، والتي تعد من طقوس هذا اليوم، وضع سُفرة، أو مائدة تتضمن 7 اشياء، تبدأ بحرف السين، مثل: سير (ثوم)، سكة (عملة نقدية)، سنجر (فاكهة مجففة)، سبزي (خضرة)، سبيكة (سبيكة من الذهب)، ساهون (حلويات)، سماق، إضافة إلى مرآة وقرآن وسمك أحمر وفاكهة ومكسرات.

كما أن هناك عدة دول وشعوب شرقية، تحتفل بهذا العيد من بينها إيران، تركيا، بالإضافة إلى أفغانستان، وبعض دول آسيا الوسطى، ولكل شعب طريقة معينة وتقاليد محددة، بعضها التزم بكثير من الطقوس التقليدية القديمة، وأخرى أعطت هذا العيد صبغة إسلامية، أو بمعنى آخر، قيدته إلى حد كبير بضوابط الدين الإسلامي.

عيد نوروز لدى الأكراد

النوروز، الذي يصادف اليوم الأول للسنة الكردية (21 آذار)، هو العيد القومي لدى الشعب الكردي، وعدد من شعوب شرق آسيا، وهو في نفس الوقت رأس السنة الكردية الجديدة.

هذا العيد مقدس لدى الأكراد، ومن طقوس نوروز لدى الكرد، التزيّن باللباس الكردي التقليدي من رجال ونساء كبار وصغار، والاحتفال به، والخروج من البيوت إلى الطبيعة، وتحضير الأطعمة التقليدية، وعند الأكراد، يعد النوروز عيدًا قوميًا، يحتفلون به في جميع أنحاء العالم.

وفي كردستان العراق، يعد عيد نوروز مناسبة رسمية، إذ تعطل كل الجهات الحكومية، والأهلية، اعتبارًا من 21 آذار، ولأربعة أيام، ويتم إشعال شعلة نوروز في كل المدن الكردية، والتي تسمى شعلة كاوة الحداد.

النوروز من الأعياد القديمة التي يحتفل بها الأكراد والفرس والأذريون، ويصادف التحول الطبيعي في المناخ، والدخول في شهر الربيع، الذي هو شهر الخصب، وتجدد الحياة في ثقافات عدد من الشعوب الآسيوية، لكنه يحمل لدى الأكراد بعدًا قوميًا، وصفة خاصة، مرتبطة بقضية التحرر من الظلم، فوفق الأسطورة، كان إشعال النار رمزًا للانتصار والخلاص من الظلم.

ولا يُعد عيد نوروز، من الأعياد المنتشرة لدى العرب، إلا أنه المصريين يحتفلون به، ويسمونه شم النسيم، وفي العراق، وخصوصًا جنوب العراق، يسمى محلياً عيد الدخول، وفي عيد النوروز يقصد الناس مدينة المدائن قرب بغداد، والتي تضم مسجد سلمان المحمدي "الفارسي"، والآثار الساسانية، مثل طاق كسرى.

ويحملون معهم الأطعمة، وينتشرون في الحدائق والبساتين، ويحتفلون بعيد النوروز، وقدوم الربيع، وعادة تقوم الأسر بالخروج إلى الحدائق المساحات الخضراء في هذا اليوم، وما يرافقها من احتفالات.

ويذكر أن هذا العيد يرمز في أساسه للصراع بين قوى الظلام والنور، أو الفضيلة والرذيلة، أو بمفهوم أكثر شمولية، الصراع بين الخير والشر، وتُنسب بداية فكرة النيروز إلى عصور ما قبل التاريخ.

إلا أن تركيا تعيش هذا العام، في حالة تأهب أمني، بعد سلسلة من التفجيرات، التي أسفرت عن مقتل أكثر من 80 شخصا، وكان أحدثها تفجير انتحاري في إسطنبول، قتل إثره ثلاثة إسرائيليين وإيراني يوم السبت، ولذلك رفعت السلطات التركية يوم الاثنين، حظرا للتجول فرض بهدف التصدي للمسلحين الأكراد في منطقة من مدينة ديار بكر، وهي أكبر مدن جنوب شرق البلاد، لكن تم تشديد الإجراءات الأمنية، مع احتفال الأكراد برأس السنة الكردية الجديدة، أو أعياد النيروز.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!