مروة شبنم أوروتش – صحيفة يني شفق – ترجمة وتحرير ترك برس

في تقرير لصحيفة التايم الإنجليزية قال القيادي في حزب العمال الكردستاني وحزب كردستان الموحدة جمال باييك: "هدفنا هو إسقاط أردوغان، فهو أكبر عائق أمامنا في تحقيق أهدافنا وأحلامنا، فمن غير تسليم أردوغان وإسقاط حزب العدالة والتنمية لن تكون هناك أي ديمقراطية حقيقية في المنطقة". نعم فالقائد باييك يطلب منا تسليم أردوغان وإلا فإنه سيقتل المدنيين في الطرقات والساحات والباصات حتى نفعل، فهل نصدقه؟ وهل نصدق وعوده؟ هل يريد حزب العمال الكردستاني ومن ورائه حزب الشعوب الديمقراطية تحريض الجيش حتى ينقلب على حزب العدالة والتنمية وأردوغان بهذه التهديدات؟ ثم يخرجون بعد كل تلك التهديدات ويتحدون معلنين انتصارهم القادم بخلع أردوغان وهم يزحفون من تلك الجبال إلى المدن، ومن الشرق يتقدمون بأقدامهم الخبيثة الملطخة بالدماء إلى غرب البلاد...

من قبلهم كانت المهمة بيد زمرة مفتعلين أزمة حديقة غازي الذين حشدوا وحاولوا تعبئة الشعب بالحقد والغضب على أردوغان الديكتاتور بشيطنتهم له، لكنهم فشلوا فسلموا رايتهم لحزب الشيطان التنظيم الموازي الذي حرك جواسيسه المُخترقة لأركان الدولة منذ 30 سنة في محاولة منهم لزعزعتها والانقلاب عليها، لكنهم فشلوا وسلموا الراية لخليفتهم داعش في كوباني وأحداث سوروج التي أشعلت النار في مباحثات السلام وأحرقتها، ليتصدر المشهد من بعدها حزب العمال الكردستاني بكلمات قادته التي تصف الحالة المقلوبة وتقول: "لم تعطونا حقوقنا ونحن أحبة متحابون، ستعطوننا إياها الآن ونحن نٌقتّل فيكم تقتيلا"، فاصطف على أثرها صف المتفرجين من يساريين وظلاميين وأسديين وروس وأمريكان وهم يصفقون لحزب العمال الكردستاني ويهتفون له. فهل سنقبل بهذه الألاعيب المقيتة؟ أم هل سنقبل بأن نكون المُهرج في مسرحيتهم الهزلية؟

ماذا سيفعل أردوغان وحزب العدالة والتنمية؟ هل سيقبل بالحل السلمي كما يريد الأشرار؟ أم أننا سنستمر في أمانينا التي تمنيناها طويلا عندما تمنينا انتهاء هذه الهجمات بانتهاء أحداث غيزي، ولكنها لم تنتهي، بل ظلت تعود إلينا أكبر وأكبر في كل مرة تمنينا انتهائها كما حدث عندما توقعنا انحسارها بعد انتخابات الجمهورية والبرلمان، ولكنها عادت أشد وأقسى لتحاول إيقاظ الغافلين، ورددت وفي كل مرة بأنك قد أسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي، فرغم الصفعات المتتابعة المتلاحقة في حلب وحماة وحمص وحديقة غيزي ومحاولة الانقلاب في 17-25 كانون الأول/ ديسمبر وأحداث كوباني وما تبعها من اختبارات إلا أن الغافلين أصروا إصرارا بأننا نحدثهم بأباطيل وأراجيف ما لها من سلطان.

قد يعتقد البعض أنني أنتقد سياسيات حزب العدالة والتنمية في كلماتي هذه، لكن الحقيقة هنا أنني أثمّن تلك السياسات الإنسانية الأخلاقية التي تأخذ بالأولية في علاقاتها وسياساتها الخارجية مع الجارة سوريا، وأنتقد في نفس الوقت الغافلين المُستغفلين عن الواقع والحقائق والمُستغشين ثيابهم لا يلفتون أمامهم ولا حولهم، وأصيح أناديهم أن أفيقوا يرحمكم الله، أفيقوا قبل أن يدرككم القدر فلا تفلحوا من بعدها أبدا، أفيقوا قبل أن يفوتكم قطار النجاة فتصبحوا أنتم المٌهجرين المُشردين اللاجئين المُشتتين في الأنحاء جراء الحرب الأهلية الحاصلة، أفيقوا وأطفئوا النار التي شبت في بيتكم قبل أن تلتهمكم، أفيقوا واتركوا ترهات الاختيار التي تفرضها تلك الأيادي الملطخة بالدماء والممسكة ببندقيتها على رؤوسنا وتطلب منا تسليم أردوغان، أفيقوا يرحمكم الله.

عن الكاتب

مروة شبنم أوروتش

كاتبة في صحيفة يني شفق


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس