علي نور كوتلو - صحيفة يني شفق - ترجمة وتحرير ترك برس

أول ما تبادر على ذهني حينما سمعت عن إنقاذ مواطنينا المختطفين، هي تلك الأحاديث وتلك الكتابات التي قيلت في الدولة التركية طيلة فترة اختطافهم. دعونا نتذكر ما قالته المعارضة، وجماعة غولن، وكذلك ما قاله اليساريون.

لقد كنا شاهدين على تحركاتهم جميعا أثناء فترة اختطاف أبنائنا الـ49، حاولوا دفع الحكومة لمواجهة تنظيم "الدولة الإسلامية" وتوجيه ضربات له، حاولوا إيقاع تركيا في حرب مع داعش.

ماذا لو أن الحكومة استجابت لهذه الطلبات غير الأخلاقية، وماذا لو وجهت ضربة لداعش وفقد مواطنونا المختطفون حياتهم؟ ماذا ستكون ردة فعل المعارضة حينذاك؟ نتذكر هنا أن ذبح الصحفي الأمريكي أمام أعين الناس أجبر أمريكا على إعلان الحرب على التنظيم الإرهابي. وماذا لو فعلوا هذا الشيء –لا سمح الله- مع القنصل التركي، بأن يخرجوه أمام الكاميرات ليذبحوه؟ ماذا لو مسّ الضرر أطفالنا ونسائنا المختطفين؟ كيف سيكون شعور الشعب التركي؟

تخيّلوا الوضع السيئ الذي كانت ستسقط فيه الحكومة والدولة لو حصل كل ذلك. كل تلك الأشياء المرعبة كان البعض يريد حدوثها من خلال تحريض الحكومة على قتال داعش، وتحريض رئاسة الجمهورية ومنظمة الاستخبارات التركية على دخول ذلك المستنقع، أتدرون مَن هم هؤلاء المحرضون ؟ هم أعداء تركيا العظمى.

أجزم تماما أن المصابين بهذا الحقد والكراهية، قد أصيبوا بخيبة أمل نتيجة تحرير الرهائن الأتراك سالمين. وأنا متأكد أنهم كانوا يحضرون لخلق فوضى واضطراب داخل الدولة التركية لو أن الرهائن جاؤوا كجنازات. ولا شك أنهم كانوا يحضرون ينتظرون تلك اللحظة، ليبدؤوا هجوما كاسحا على الحكومة وعلى رئاسة الجمهورية وعلى منظمة الاستخبارات التركية، من أجل أن يصلوا لهدفهم المنشود وهو الإطاحة بنظام الحُكم.

أعداء تركيا العظمى مستعدون للقيام بكل عمل، بكل مصيبة، وكل بلاء وكره وحقد ودعاء من أجل الإطاحة بها. ونسأل الله أن يحمينا من شرّ هؤلاء الخونة ومن شرّ نواياهم الخبيثة.

أنا محتار ومستغرب جدا من حجم هذا الحقد وهذه الكراهية وهذه العداوة لكل نجاح تقوم به تركيا بنظامها الحالي. يتمنوّن لنا ما لا نرضاه حتى لأعدائنا. تمنوّا ذبح مواطنينا من أجل الإطاحة باردوغان وداود أوغلو والإطاحة بنظام الحُكم. لا يمكن ولا أستطيع تفسير هذه الكراهية وهذا الحقد الذي يملأ قلوبهم. لا نستطيع تفسير حقدهم وكرههم على الاستقرار الاقتصادي والمالي والمصرفي والاجتماعي.

عداوة تركيا العظمى تصرّف وإحساس أجنبي بالنسبة لنا. هُم من الآن ليسوا أبناءً لتركيا وليسوا أبناء لهذه الأمة، لأنهم لو كانوا عكس ذلك لَمَا تمنوّا حدوث أزمة اقتصادية ولما سعوا لحرب وفوضى داخلية.

البعض من هؤلاء لا يدركون حتى الآن أنهم أصبحوا تحت هيمنة دولة خارجية تتحكم فيهم كيفما تشاء. لكنني متأكدٌ تماما أن القسم الآخر منهم يعمل ذلك عن وعي وإدراك ويعلم جيدا أنه يعمل لمخطط خارجي ضد تركيا، فهذا القسم منهم هم أعداء تركيا العظمى.

واليوم لم أعد أشك في ذلك مطلقا.

عن الكاتب

علي نور كوتلو

كاتب في صحيفة يني شفق


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس