بكر هازار – صحيفة تقويم – ترجمة وتحرير ترك برس

بعد أن غاب شبح الدم والحروب عن منطقة الشرق الأوسط لسنوات طويلة عاد إليها مجددا بعدما بدأ الغرب بالتحدث عن إعادة تقسيم الدول المقسمة أصلا لتجنب الحرب الأهلية المحتملة، فنشر في سبيل ذلك خرائط جديد للمنطقة تُقسمها سياسيا بحيث توزع الحقوق دون أي سفك للدماء حسب ما يدعون، وكان أعداء أنقرة في روسيا وإنجلترا وأمريكا يُشغلوننا بالإرهاب ونحن لا ندري ويحاولون في نفس الوقت سرقة نفط الشرق الأوسط عبر شركاتهم العملاقة، وبدخول هذه الشركات العالمية العملاقة أمثال بب وأرامكو وإيكسو ورويال داتش شيل وموبيلو تاكسيكو شيفرون إلى المنطقة اندلعت الحروب وانتشرت الفوضى وخلقوا في سبيل تسهيل مهمتهم فزاعة الإرهاب.

كانت الحكومات الدكتاتورية في المنطقة نتيجة حتمية للأطماع الأمريكية فيها، فأسباب وجود هذه الحكومات ارتبطت بشكل مباشر بالمصالح الأمريكية وكانت بشكل عام منقسمة على البترول والسلاح، وكان من يحكم أمريكا هو لوبي البترول، ففي انتخابات عام 2000 مثلا انتصر بوش الممثل للوبي البترول بفارق 14 ضعف عن أقرب منافسيه، وانتصر في الدورة اللاحقة بفارق 9 أضعاف، وكان نائبه حينها هو ديك تشيني رئيس شركة إكسون للبترول، وفي تلك الأثناء كانت هذه الشركة تعاني من تدهور كبير؛ الأمر الذي عجل من دخول العراق ليتم نهبها من قبل هذه الشركة وأمثالها لتكون محصلة السرقة أكثر من 200 مليار دولار خلال خمس سنوات من النفط وحده وثلث ذلك المبلغ من الأسلحة. وبهذه المبالغ الطائلة التي تم ضخها إلى البنوك الأمريكية والأوروبية تمت عملية إعادة التوازن لها وللاقتصاد بشكل عام.

سيطرت شركات النفط العالمية على مفاصل النفط كلها بربط أبعاده الأربعة ببعضها البعض، وفي عمليتهم هذه احتاجوا إلى خطوط نقل عبر أفغانستان إلى باكستان وحتى شواطئها، حيث تم تأمينها في أفغانستان عن طريق طالبان باتفاق بين الطرفين. ربطت أمريكا أجزاء الصورة بنفسها لتتحكم من بعدها بصناعة النفط وأسعاره، لكن وفي غفلة من القوم تحركت تركيا بشكل واسع فنقلات النفط من إقليم شمال العراق والمناطق الأذرية، ونقلت الغاز الطبيعي والنفط من تركمانستان، وبدأت تغازل الغاز القطري والروسي، كما خططت لأنابيب أخرى من أجل نقل الغاز السعودي والإسرائيلي في المستقبل. أدى هذا الاقتحام القوي لهذه الصناعة أن تصبح تركيا رقما صعبا لا يمكن تجاوزه؛ الأمر الذي أشعل نار الخيانة بدعم الدول الكبرى للانقلابات وحركات التمرد في تركيا. فكما هاجموا عبد الحميد من قبل لإخراجه من مناطق تواجد النفط والغاز، يتآمرون اليوم من أجل إسقاط أردوغان لمنع تلك الأنابيب التي ستصل إلى أنقرة.

عن الكاتب

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس