حسين غولارجا – صحيفة ستار – ترجمة وتحرير ترك برس

في زيارة رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان لواشنطن من أجل قمة الأمن النووي وجه رسالة إلى فتح الله غولن قائلا له: "رؤوس الأموال السوداء الملطخة بكل أشكال القذارة ما زالت في بنسلفانيا، فكما نعلم فإن الأموال التي تُمول التنظيم الإرهابي أصحاب الدولة العميقة "التنظيم الموازي" في تركيا تتحرك بشكل ذكي في مدارس شارتر الأمريكية، وكما نعلم أيضا فإن هذه الأموال القذرة تحركت لتنشر الغبار في سراديب الدولة  قبل أشهر لتكون محاصلة معركتهم الخاسرة هي أسر بعض أفرادهم ومطاردة آخرين، ورغم أننا أبلغنا وأخبرنا من يهمه الأمر في أمريكا إلا أننا ما زلنا لم نرَ أي تحرك من أصدقائنا هنا إزاءه". فهل ترى أمريكا التنظيم الموازي الإرهابي كما ترى حزب العمال الكردستاني في سوريا بأنه ليس "إرهابيا"؟...

ما هي حقيقة قوة فتح الله غولن في أمريكا؟ تكمن قوة التنظيم في تواصل شبكته الاجتماعية المباشر مع الناس وأصحاب المناصب المختلفة في الحكومة من أعضاء مجلس الشيوخ ورؤساء البلديات وغيرهم، فامتلاكه لعصب المال في ادارته لمدارس شارتر وتقديمه الرواتب لشريحة واسعة من المجتمع مكنته من التواصل معهم وبناء تلك الشبكة الاجتماعية، حتى وصل الحال إلى أننا نرى نواب الجمهوريين والديمقراطيين وهم يدعمون إدارة هذه المدارس. ومع الاضطرابات التي اجتاحت هذه البلاد وبالأخص في محاولة الانقلاب التي كانت في تاريخ 17-25 كانون الأول/ ديسمبر عمدت تلك المدرس والمدارس التركية في أوروبا أيضا إلى تكوين لوبي إعلامي يتحرك ضد الحكومة وأردوغان وحزب العدالة والتنمية، كما حدث في نشر تنظيم غولن الإرهابي لقضية المخابرات والنقل الدولي عندما أضفوا تهمة الإرهاب عليها وطاروا بأنباء "تركيا تتحول لتصبح دولة إرهابية وداعمة له"، لتظهر لنا حقيقة هؤلاء الخونة وكيف أنهم جعلوا من المدارس التركية جزءًا من مخططهم الخائن. فكما أخذ الفاتيكان في السابق جيم سولتان وأخذت أوروبا جوت ترك رهائن ليستخدموهم ضدنا، نرى اليوم فتح الله غولن وهو يرهن جماعته ليستخدمها ضد تركيا في إطار انتقامه الأعمى من أردوغان.

لا ينبغي أن نستهين بقوة تنظيم غولن الإرهابي في أمريكا، فقد رأيناه في الأشهر الماضية وهو يحرك وساطاته وأيديه الخفية ليحصد توقيع 88 نائب في مجلس الشيوخ الأمريكي و100 آخرين من أصحاب الكراسي و74 عضو على ورقة تدين التعسف الأمني الجاري على الإعلام، وكانت هذه الحركة من التنظيم الموازي في إطار محاولة تشكيل ضغط على الحكومة عندما وضعت المدير العام لصحيفة زمان تحت المراقبة ورئيس مجموعة سمان يولو الإعلامية في السجن. لكن وفي المقابل لم نسمع او نرى أي تحرك لأمريكا الديمقراطية في أيام الانقلابات الماضية التي حصلت في تركيا عندما كان يتم اعتقال وتعذيب وقتل مئات الصحفيين.

اللافت في الأمر هنا أن اللوبي الذي دعم غولن في حملته هو نفسه اللوبي اليهودي الذي دافع عن إسرائيل في أحداث سفينة مرمرة، وهو نفسه الذي يؤيد اليهود وإسرائيل في كل موقفها، كما ورأينا أيضا تأييد اللوبي الأرمني الذي يدعو إلى التصديق عل أكاذيب مذابح الأرمن، ليفرض السؤال الصعب هنا نفسه قائلا ومتسائلا: ما هو المقابل الذي تنتظره كل هذه الأطراف مقابل خدمات غولن؟ ففي نفس الإطار قرانا قبل أسبوع مقال لمستشار الرئيس السابق بوش ميشيب روبي وقد كتب فيه بان أمريكا لن تعترض على شيء إن حصل انقلاب وأزاح أردوغان، كما قرأنا مقال فؤاد عوني قبل أشهر في صحيفة زمان عندما كتب بأن مؤامرة خلع أردوغان كانت من تدبير وتخطيط السي آي إيه، فما هو الثمن الذي سيدفعه غولن لهم؟

عن الكاتب

حسين غولارجا

صحفي تركي


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس