بولاند إيرانداج – صحيفة تقويم – ترجمة وتحرير ترك برس

بعد أن حققت أجهزة الاستخبارات التركية إنقاذ الرهائن الأتراك الذين اختطفتهم تنظيم الدولة الإسلامية قبل أكثر من مئة يوم بعملية نوعية أذهلت العالم بأسره، كثف الإعلام الأمريكي والإنكليزي الضغط على تركيا من أجل الانضمام إلى التحالف العسكري ضد داعش.

وكانت تركيا قد أعلنت قبل عملية إنقاذ الرهائن أنها لن تدخل في هذا الحلف بصفتها الشريكة العسكرية، بل ستكتفي بتقديم المساعدات الإنسانية وستقوم بحماية حدودها ضد الإرهابيين الذين ربما يحاولون الفرار إلى تركيا أثناء تنفيذ العمليات العسكرية.

ليس غريبا على الإعلام الغربي هذا الأسلوب التحريضي الذي يتبعونه ضد تركيا من استفزاز ومحاولات لجر تركيا للدخول في هذا التحالف. فكنا نذكر كيف حاولت الدول الغربية الزج بتركيا في حرب مع الدول الإسلامية عندما وافق البرلمان التركي على مادة القانون المعروفة بمذكرة 1 أذار/ مارس التي خولت الجيش التركي بموجبها بتنفيذ عمليات عسكرية خارج حدود البلاد.

صرح مساعد رئيس الوزراء التركي "يالجين أكدوغان" عن الإجراءات التي ستتخذها تركيا الجديدة ضد تنظيم داعش بقوله "إن المسألة ليست مسألة تنظيم فحسب. المسألة بشكل عام هي مستقبل هذه المنطقة. يجب علينا أن نقرر مستقبل المنطقة. هل تمتلك الدول المتحالفة سيناريوهات مطمئنة حيال مستقبل هذه المنطقة؟ لو أخبرونا إلى ماذا ستؤول الأمور في سوريا والعراق، عندها نستطيع أن نتخذ القرارات المناسبة. إن تركيا لا تبني سياساتها على أساس مجهول. لأن الدول الكبرى لا تمتلك سياسات مطمئنة حيال الأزمة السورية. تركيا تفكر بمصالحها القومية على المدى البعيد ولا يمكنها أن تتحرك إلا على هذا الأساس. يجب علينا أن ندرك السيناريو الحقيقي لهذه الدول الكبرى".

إن حقيقة تركيا الجديدة هي على الشكل التالي "رغم كل محاولات الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية، فإن تركيا لن تأخذ مكانا في الصفوف الأمامية في الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية لأن تركيا القديمة لم تعد موجودة".

أجهزة استخبارات قوية

سيسجل التاريخ هذا الإنجاز العظيم الذي حققته أجهزة الاستخبارات التركية التي تمكنت لوحدها ومن دون مساعدة أي جهة استخباراتية أخرى من إنقاذ رهائننا الذين كانوا محتجزين لدى داعش. كما سيذكر التاريخ أن بداية مرحلة تركيا الجديدة قد أنجبت أجهزة استخبارات قوية.

لقد كانت وظيفة أجهزة الاستخبارات القديمة مقيدة في الداخل التركي فقط. فقد كانت تتابع شؤون المواطنين لا أكثر. أما الآن فإن أجهزة استخباراتنا تلعب دورا فاعلا في الشرق الأوسط ودول البلقان وفي أفريقيا وحتى في دول أسيا الوسطى. كل هذا يدل على أن تركيا الجديدة بدأت تظهر مجددا على الساحة العالمية بشكل أقوى.

جهاز الاستخبارات التركية أكد للعالم أنه لم يعد مجرد جهاز تتبع وتقديم العون لأجهزة الاستخبارات العالمية بعد أن نجح بمفرده في تنفيذ عملية إنقاذ الرهائن بنجاح من يد تنظيم الدولة الإسلامية. فقد أصبحت أجهزتنا الاستخباراتية قادرة على حماية مصالحنا في الداخل والخارج التركي. ومن هنا يتضح سبب اعتراض إسرائيل الشديد على استلام "هاكان فيدان" لقيادة أجهزة الاستخبارات التركية عندما تم تعيينه لهذا المنصب.

من المعروف أن أي دولة تمتلك أجهزة استخبارات قوية، تضيق الساحة على أجهزة الدول الأجنبية العاملة على أراضيها. ولأن أجهزتنا الاستخباراتية لم تعد تخدم مصالح الاستخبارات الإسرائيلية، بدأ الموساد يبدي انزعاجه من تصرفات الاستخبارات التركية.

هنا أريد أن ألفت الانتباه إلى نقطة مهمة وهي أن على حزب الشعب الجمهوري أن يسحب الشكوى التي تقدم بها إلى المحكمة الدستورية العليا من أجل إلغاء القانون الذي يخول أجهزة الاستخبارات بالقيام بعمليات خارج الحدود التركية. كما يجب على أعضاء المحكمة الدستورية أن يكونوا دقيقين في تقييمهم لهذه الشكوى المقدمة من هذا الحزب. فهذا ليس مطلبي بل هو طلب شعبنا العظيم.

النتيجة

إن تركيا الجديدة بقوة شعبها وقوة دولتها وقوة جيشها وقوة استخباراتها، تستعد لأن تكون دولة عظمى وتلعب دورا فاعلا في حل الأزمات العالمية.

إذا كنا نهدف إلى أن نكون دولة عظمى في عام 2023، وإذا أردنا أن يعم الأمن والأمان والمحبة والرفاه تراب الأناضول، يجب أن نبني جيشا وجهاز استخبارات قوي يستطيع مواجهة المؤامرات الخارجية التي تحاك للنيل من دولتنا. وكذلك علينا كشعب تركي أن لا نفرط بقادة هذه الأجهزة القوية.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس