حمزة تكين - خاص ترك برس

منذ أيام عديدة تحاول وسائل إعلام عربية وغربية، إيصال "شيفرة" رسالة للجيش التركي بالانقلاب على رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان، والحكومة التي يرأسها أحمد داود أوغلو... مقالات لصحافيين، ومسؤولين سياسيين أمريكيين، وأخبار يتم تناولها عن احتمالية هذا الانقلاب، حتى وصل الأمر بالبعض لنشر أخبار بوقوع هذا الانقلاب فعلا، وقيام الجيش بتطويق مراكز القرار في أنقرة.

كل هذه الأخبار دفعت قيادة رئاسة الأركان في الجيش التركي إلى التأكيد في بيان لها أن كل هذه الأخبار عارية عن الصحة جملة وتفصيلا، وأن الجيش لن يسمح بأي خطوة غير قانونية تعرض البلاد للخطر.

ولكن السؤال: هل قيادة الأركان صادقة فيما قالت؟ وهل قطعت الطريق على هذه  "الشيفرات" المرسلة من خصوم الرئيس أردوغان والحكومة التركية؟

حجم الجيش التركي عتادا وعديدا

يبلغ عدد جنود الجيش التركي أكثر من 670 ألفا، منهم 315 ألفا في صفوف القوات البرية، التي تمتلك أكثر من 4300 دبابة، ونحو 7600 ناقلة جند، إضافة لأنظمة الصواريخ المتطورة.

أما القوات الجوية، فيبلغ عدد أفرادها أكثر من 60 ألفا، وهي تمتلك أكثر من 900 طائرة (قتالية ـ هجومية ـ إعتراضية ـ مروحيات ـ نقل..)، في حين تضم القوات البحرية حوالي 49 ألف جندي، تمتلك 212 سفينن و51 طائرة، علاوة على الغواصات والفرقاطات.

أربعة انقلابات نفذها الجيش التركي

الأول: حصل في أيار/ مايو من العام 1960، حيث تمت الإطاحة بحكومة عدنان مندريس، ليصار بعدها الى إعدامه بتهم عديدة.

الثاني: حصل في آذار/ مارس من العام 1971.

الثالث: حصل في أيلول/ سبتمبر من العام 1980.

الرابع: حصل في شباط/ فبراير من العام 1997، أطاح بحكومة نجم الدين أربكان.

الجيش التركي اليوم

خلال الـ13 عاما الماضية، قامت حكومات "العدالة والتنمية" بإجراء تعديلات جوهرية على دور الجيش التركي، حيث تم تقليص عدد العسكريين من 9 الى 5 في مجلس الأمن القومي، الذي بدوره أصبح يترأسه شخص مدني وليس عسكريا، وقراراته غير ملزمة للحكومة.

ومن التعديلات الجوهرية الهامة، أن كل ما يقوم به الجيش سواء داخل الحدود أو خارجها، مراقب بشكل مفصل من قبل البرلمان.

ومن أهم التحولات التي طالت الجيش التركي، تعديل عقيدته التي رسمها مصطفى كمال أتاتورك من "حماية النظام العلماني للدولة ضد أي تهديد خارجي أو داخلي"، الى عقيدة جديدة تقضي بأن "يدافع الجيش عن أبناء الوطن ضد ما يهددهم من الخارج".

ولذلك فإن الجيش التركي يخوض اليوم حربا لا هوادة فيها، ضد التنظيمات الإرهابية التي تهدد أمن تركيا، ويلاقي بذلك تأييدا شعبيا واسعا وإشادة سياسية كبيرة، فهو يؤدي واجبه في حماية المواطنين من التهديدات الخارجية.

الجواب على التساؤل أعلاه

حاول البعض ـ وستستمر محاولاتهم ـ إيصال "شيفرة" للجيش التركي بتنفيذ انقلاب خامس، على رئيسٍ وحكومةٍ عجز الكل عن إسقاطهما بشتى الوسائل الخبيثة ظاهرا وباطنا، ولكن كل محاولاتهم باءت بالفشل، وتركيا مستمرة في مسيرة الوصول لتحقيق أهداف عام 2023.

البيان النابع من صدق تام لدى قيادة رئاسة الأركان في الجيش التركي، وذهنية الجيش الجديدة، التي تحتمي الوطن والمواطنين من التهديدات الخارجية فقط، تؤكدان أن "الشيفرة" الخبيثة لم تصل لهدفها، وتم قطع الطريق عليها، ما سبب صدمة لمن يحاول اللعب بهذه الورقة.

ولذلك يجب على هؤلاء الموتورين الحاقدين على الدولة التركية بشكل رئيسي وما وصلت إليه من قوة وتقدم وتطور، والحاقدين على شخص رئيسها رجب طيب أردوغان، القائد التاريخي لهذه الأمة ولهذا الوطن، والحاقدين أيضا على حزب "العدالة والتنمية" ورئيسه أحمد داوود أوغلو... يجب عليهم أن يفهموا أن كل مكرهم وخططهم مصيرها الفشل.

يجب عليهم أن يفهموا أن حتمية انقلاب الجيش التركي الجديد كانت، وستكون عليهم وعلى مخططاتهم السوداء وعلى "شيفراتهم" الخبيثة، وعلى مشاريعهم الهدامة لمقومات الأمة والوطن، وعلى حقدهم الظلامي... ولن تكون هذه الحتمية وفق ما يرجون ويتمنون ويسعون "وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ".

تركيا سائرة، بتوفيق الله أولا، وقيادتها السياسية ثانيا، وحماية جيشها ثالثا، وتكاتف أبناء شعبها رابعا، ومحبة ودعاء أحبابها خامسا، سائرة في مسيرتها نحو مزيد من التقدم والقوة والازدهار، وهي مستمرة بالوقوف الى جانب المظلومين المضطهدين من قبل وحوش هذا العالم "وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ".

عن الكاتب

حمزة تكين

كاتب وصحفي تركي


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس