ترك برس

يأمل بعض السوريين العائدين من اليونان إلى تركيا في بدء حياة أفضل في البلد الجار والقريب من وطنهم، فيما لا زال كثير من اللاجئين مصممين على الهجرة إلى دول الاتحاد الأوروبي.

يرى "أبو سعيد" وهو أحد السوريين الذين قرروا العودة من اليونان إلى تركيا، أن البقاء في تركيا خيار أفضل من الهجرة إلى بلاد بعيدة، خصوصًا وأنها الجار والصديق، فهي قريبة من بلده.

ويستقبل الاتحاد الأوروبي مقابل كل لاجئ أو مهاجر تتم إعادته إلى تركيا لاجئا سوريًا من المخيمات التركية بحد أقصى 72 ألف لاجئ، إضافة إلى تقديم مساعدات مالية لأنقرة وتسهيلات خاصة بالتأشيرة، وكذلك استئناف مفاوضات انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي.

ويهدف الاتفاق إلى محاولة ثني المهاجرين واللاجئين من سلوك طرق محفوفة بالمخاطر – عادة من خلال قوارب وزوارق متهالكة – فضلًا عن إيقاف تجارة تهريب البشر التي تسببت في إغراق أوروبا بأعداد هائلة من اللاجئين والمهاجرين لم تشهد الأخيرة لها مثيلا منذ الحرب العالمية الثانية.

وذكرت مصادر يونانية رسمية أن اللاجئين والمهاجرين الذين تمت إعادتهم ينحدر غالبيتهم من دولة باكستان، وأنهم لم يقدموا طلبات لجوء. وأضافت المصادر نفسها أن تركيا وافقت على استقبال 500 مهاجر ولاجئ يوميا.

من جهته، قال وزير شؤون الاتحاد الأوروبي التركي، فولكان بوزكير، إنه بالنسبة للسوريين فسيتم إرسالهم إلى مدينة "عثمانية" جنوبي تركيا على بعد حوالي 40 كيلومترا من الحدود السورية، أما غير السوريين فسيتم التواصل مع بلدانهم من أجل إعادة إرسالهم.

وتنتقد منظمات دولية وحقوقية اتفاق تركيا مع الاتحاد الأوروبي، إذ أعربت المفوضية السامة للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عن قلقها من الاتفاق واصفة إياه بأنه يفتقر إلى الضمانات القانونية.

وكذلك اتهمت منظمة العفو الدولية - في تقرير لها نشر الجمعة 1 أبريل/ نيسان - تركيا "بإعادة أشخاص بالقوة إلى داخل سوريا"، وهو ما يمثل انتهاكا للقانون الدولي، حسب تعبير المنظمة. إلا أن تركيا تنفي تلك الاتهامات وتصفها بأنها لا تعكس الحقيقة.

يقول أحمد، لاجئ سوري في اليونان، إن "ما نتابعه حتى الآن هو أن عمليات الترحيل لم تطل السوريين". ويرى أنه "إذا اقتصر الترحيل على رعايا الدول التي لا تعاني من حروب ونزاعات فهذا عادل".

ويضيف أحمد أنه كلاجئ سوري: لا يمانع في إعادة التوطين داخل تركيا شريطة توفير حياة كريمة وظروف مناسبة له ولأبنائه. مضيفًا: إذا وفرت تركيا للاجئ سكنًا مناسبًا وفرصة عمل ورعاية طبية وتعليمية، فبالتأكيد لن يمانع في الإقامة فيها.

وفي سياق متصل، وصلت مدينة هانوفر الألمانية طائرة تركية تقل 16 سوريا تمثل الدفعة الأولى للاجئين السوريين الذين يعاد توطينهم طبقا للاتفاق التركي الأوروبي. وتولت المفوضية السامة للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين اختيار اللاجئين، وتُمنح الأولوية في اختيار هؤلاء لمن لم يحاول التسلل إلى أوروبا عبر طرق غير شرعية. 

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!