هلال قابلان – صحيفة صباح - ترجمة وتحرير ترك برس

في اللقاء الصحفي الذي قام به رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو مع وكالة خبر ترك, صرّح بما يأتي: "إذا تمت العودة إلى ظروف أيار/ مايو من العام 2013، وأخرج حزب العمال الكردستاني عناصره المسلحة إلى خارج تركيا ولم يبق أي عنصر مسلح على الأراضي التركية كما كان الأمر حينئذ، فإن كل شيء قابل للنقاش، لا بد أن يترك حزب العمال الكردستاني السلاح, لا سبيل آخر له. حينئذ ما المانع من الحديث في ظلال السلام بعد ترك السلاح؟ عندها تفتح القنوات السياسية. ولكن عندما نبدأ الحديث عبر السلاح، تُستبعد السياسة" .

في الحقيقة لقد مثّل أيار من العام 2013، نقطة تحوّل تاريخية بالنسبة لتركيا, لقد كانت فترة اعتذرت فيها اسرائيل، وقدمت مسودة الدستور إلى البرلمان وفي انتظار الذهاب إلى استفتاء, فائض في الميزانية، نظرة متفائلة حول عدم قدرة أي شيء على وقف النمو الاقتصادي، والفترة التي بدأ معها انسحاب عناصر العمال الكردستاني إلى خارج الحدود لإنهاء أعمال الإرهاب في إطار عملية الحل الدائم.

ولكن في نهاية أيار, ظهرت أحداث الشغب في تقسيم (غيزي بارك)، وعلى إثر ذلك أعلن حزب العمال الكردستاني وقف عملية سحب عناصره خارج الحدود، محاولة انقلاب في السابع عشر من كانون أول/ ديسمبر، في 6-8 من تشرين أول/ نوفمبر أجريت بروفا لحرب أهلية، كما أن الولايات المتحدة في ليلة السابع من تشرين أول/ أكتوبر بالذات، بدأت بقصف داعش في مدينة عين العرب (كوباني ). هذا الهجوم متعدد الجهات ورغم هزيمته في الأول من تشرين ثاني/ نوفمبر إلا أنه استمر على صعد أخرى مختلفة، وحاليًا ما زال مستمرا على الجبهة السورية على وجه الخصوص.

من أجل الرجوع من اليوم إلى أيار من العام 2013, ليس فقط حزب العمال الكردستاني، بل أيضا يتوجب على من يغذيهم ومن يحرّض القائمين بهذه العمليات التي رأيناها على مدار ثلاث سنوات أن يتوقف و"يلقي السلاح" هو كذلك.

الأهم من ذلك، فإن هناك هوة ما بين أيار 2013 ونيسان/ أبريل 2016 لا يمكن إغلاقها بالحوار أو عبر الجلوس إلى طاولة واحدة، أو مع الزمن . حزب العمال الكردستاني لم يشعل حربا مع تركيا لغاية الوصول لأهدافه التي في تركيا، بل للوصول إلى أهدافه في سوريا، إن حزب العمال الكردستاني والذي يتحرك كمنظمة إرهابية تدعمها إيران ونظام الأسد وروسيا وإلى حد ما أمريكا، لم يظهر أي معنى لاستحقاقه أن يكون محاورا سياسيا، وأن أصل الحوار – إن تم – فإنه يرى ضرورة كونه مع من "يرسون المناقصات ".

ولكن, يتوجب على تركيا أن تثبت أولا "لمحركي الدمى" أنه لن يكون بالإمكان تحقيق أي مكسب عبر السلاح.

والطريق لتحقيق ذلك, ليس أن يقال للعمال الكردستاني "تفضل انسحب إلى خارج الحدود"، بهذه الطريقة, ليس هناك أي معنى لذلك سوى أنه سماح بإعادة ترتيب قوات العمال الكردستاني في شمال سوريا، وإعطاء فرصة لإعادة مهاجمة تركيا عبر مراكمة القوة من جديد.

لقد اختار حزب العمال الكردستاني الإرهاب، وإذا لم يتحمل تبعات ذلك، وأعطي له أن يبقى رابحا من هذا القرار، فإن تركيا ستكون قد وضعت رقبتها على مقصلة، لا أقول العمال الكردستاني فقط، بل على مقصلة كل البؤر والجهات التي نواجهها منذ ثلاث سنوات.

أظن أن رئيس الوزراء كذلك وفي خطابه أمام المجموعة البرلمانية, بين مقصده من كلامه، إذ قال: "إن المنظمات الإرهابية يتم مخاطبتها فقط عبر قواتنا الأمنية، والتي تعكس إرادة شعبنا القوية".

هذه ليست فقط استراتيجية صحيحة، بل هي أيضًا الاستراتيجية الضرورية الوحيدة لديمومة دولتنا.

***

هل اضطجعت نائبات الشعب الجمهوري أمام كليتشدار أوغلو ؟

في المؤتمر الصحفي الذي عقدنه في مجلس النواب، انحازت نائبات الشعب الجمهوري إلى جانب التصريحات المسيئة لكليتشدار أوغلو ضد وزيرة شؤون العائلة.  أعضاء البرلمان دافعوا عن كليتشدار أوغلو عبر قولهم إن قوله "اضطجع, استلقى " هو تعبير في معنى " احتمى, التجأ ", ويجب أن تفهم في هذا الإطار.

وعلى ذلك، هل علينا أن نعبّر عن فعلهن بالقول: "إنهن اضطجعن أمام كليتشدار أوغلو"؟

تأكدوا أن السياسة، والأخلاق، والفهم، ليست كذلك.

عن الكاتب

هلال قابلان

كاتبة في صحيفة يني شفق


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس