سردار تورغوت - خبر ترك - ترجمة وتحرير ترك برس

تواصل الاستخبارات الأمريكية بحثها ودراستها من أجل معرفة حقيقة داعش بصورة أكثر عمقا. وقد نشرت قناة "فوكس" برنامجا مطوّلا للحديث عن تنظيم "الدولة الإسلامية" وضم معلومات خطيرة وهامة تُنشر لأول مرة.

تابعت البرنامج بدقة، ودوّنت أهم المعلومات التي ذُكرت فيه، وسأكتبها لكم بصورة ملخصة مقتضبة على النحو التالي:

1- ظهور داعش لم يكن شيئا مفاجئا للنظام الأمريكي، فبالنسبة لهم لم يكن تنظيم "الدولة الإسلامية" تنظيما خرج في وجههم بصورة مفاجئة وآنية. وحسب المعلومات فإن منظمة الاستخبارات الأمريكية سي آي ايه بدأت متابعة تحركات داعش قبل خمس سنوات، وكانوا يقدمون تقريرا استخباراتيا بصورة يومية للرئيس، ليتطوّر الأمر منذ سنة، حيث أصبحت داعش المادة الرئيسية التي تقدّم لرئيس الولايات المتحدة الأمريكية كل صباح. وهذا يعني أن أوباما أدرك خطر داعش منذ مدة طويلة تزيد عن عام.

2- بخصوص المعلومات حول زعيم تنظيم "الدولة الإسلامية" أبو بكر البغدادي، فقد ذُكر في البرنامج أنه وُلد وتربّى في مدينة "بوسطن" الأمريكية، ودرس الإعدادية والثانوية في أحدى المدارس الكاثوليكية هناك. أما والده فهو عضو هيئة تدريس في كلية الطب التابعة لجامعة هارفارد، ومتخصص كطبيب بالغدد الصمّاء. مدينة "بوسطن" التي ترعرع فيها البغدادي سكانها متعصبون جدا لشعورهم القومي الأمريكي، وحتى اسم فريقهم الرياضي "باتريوتس" (عاشق الوطن). وبعد إنهاء البغدادي لدراسته الثانوية من إحدى المدارس الكاثوليكية تلقى تعليما متعلقا بعلم الحاسوب وأصبح خبيرا في التعامل مع الحاسوب وتطبيقاته. وربما يُفسر هذا قوة واحترافية استخدام داعش للتكنولوجيا الجديدة وكذلك إعلام مواقع التواصل الاجتماعي بشتى أشكاله وألوانه. والآن يحاول مكتب التحقيقات الفدرالي (إف بي آي) تكوين ملف شخصي لهذا القاتل المجرم، فكيف لشخص ترعرع ونشأ في وسط مثل هذا، أن يتحوّل فيما بعد لألدّ وأشرس أعداء الولايات المتحدة الأمريكية وكيف سارت عملية التحوّل وانقلاب الشخصية بهذه الطريقة، هذه الأسئلة يسهرون الليل والنهار من أجل الإجابة عليها.

لكن الإجابة قد تكمن في معلومة ذُكرت في البرنامج وهي أن البغدادي كان في مدينة الفلوجة حينما اقتحمها الأمريكان وارتكبوا فيها أفظع الجرائم وشتى المجازر، ولهذا يُعتقد أن بداية تكوين الفكر الأصولي للبغدادي كان بعد خروج الجيش الأمريكي من تلك المنطقة.

3- ظهور زعيم تنظيم "الدولة الإسلامية" أمام الشعب لأول مرة كان على منبر أحد المساجد وقد بُث ذلك على التلفاز، وعكفت الاستخبارات على مشاهدة كل ثانية في تلك اللقطات وتحليلها بشتى الزوايا وبمختلف الأشكال. ويُفهم من تلك اللقطات أن البغدادي يُحب الراحة والعيش برفاهية مطلقة ويستمتع بالبذخ والإسراف. الغرب نظر بدقة إلى ماركة ساعة البغدادي الثمينة التي كانت على معصمه في تلك الخطبة. ولاحظنا جميعا كيف أن البغدادي قام بتنظيف أسنانه قبل خروجه إلى المنبر، وكيف أن مروحة هوائية خلفه بدأت بالعمل أثناء صعوده إلى ذلك المنبر. كل هذه التفاصيل الدقيقة تدرسها الاستخبارات وتبني من خلالها تصوّرا حول ماهية شخصية البغدادي الفكرية والنفسية والاجتماعية.

4- التحالف الأمريكي ضد داعش، لم يأت على ذكر أو مشاركة إسرائيل أبدا، وهذا أمر ملفت للانتباه، لكنه يجب أن لا يكون مستغربا، لأنه من المعلوم أن الاستخبارات الأمريكية والإسرائيلية تعمل بتعاون غير مسبوق مع بعضها البعض، وبالتالي لا شك أن لإسرائيل دور كبير في تشكيل هذا التحالف لكن مشاركتها الفعلية ربما لن تظهر للعلن أبدا.

هذه هي النقاط الرئيسية التي تم ذكرها في البرنامج الذي استمر حتى الساعة الخامسة صباحا بتوقيت تركيا، لهذا فإن كتابة هذه الملاحظات في تلك الساعات الأولى ليوم جديد أثارت في نفسي شعورا من الإحباط خصوصا بالشق المتعلق بتركيا، حينما تم التركيز في البرنامج على طلب الولايات المتحدة الأمريكية المستمر من تركيا المشاركة في هذه الحرب، وكيف أن أمريكا عانت وتعاني الأمرين من هذا الموضوع. وإذا كان الوضع فعلا هكذا فإنه من المتوقع أن تقوم أمريكا باستخدام ورقة الأكراد بصورة أكبر في الفترة القادمة، والمعلومات الاستخباراتية التي تم الإفصاح عنها تشير إلى ذلك الاحتمال أيضا.

ولا يفوتني هنا الحديث عن نقطة أخرى وهي أن الولايات المتحدة الأمريكية بدأت فعليا بإجراءات إصدار قانون يمنع أي شخص يحمل جوازا أمريكيا من العودة إلى أمريكا حال ثبوت مشاركته في صفوف داعش، وتم السؤال عن مشروعية مثل هذا القانون واستضافوا بروفيسور من جامعة هارفارد وهو "ألان ديرشويتز" الذي قال إن إصدار مثل هذا القانون جائز ولا يوجد أي تناقض بينه وبين الدستور الأمريكي.

عن الكاتب

سردار تورغوت

كاتب في صحيفة خبر ترك


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس