الأناضول 

احتفت مدينة فاس المغربية (وسط)، مساء الجمعة، بالمطبخ التركي، وطريقة إعداد أكلاته، كواحد من أعرق الموائد وأكثرها تنوعا في المتوسط، في إطار فعاليات الدورة الأولى لمهرجان "دبلوماسية الطبخ وثقافات حوض الأبيض المتوسط في خدمة السلام"، التي انطلقت الخميس، وتستمر حتى السبت. 

وفي رياض (منزل سياحي تقليدي) قصر النجوم، بالمدينة القديمة لفاس، التي يعود بناؤها إلى أكثر من 12 قرنا من الزمن، شهدت ليلة الجمعة، المخصصة للطبخ والفن التركي، عرضاً للعديد من الأطباق التركية الشهيرة والمتنوعة.
وعزفت الفرقة الموسيقية التركية النسوية "ضوء القمر"، معزوفات وأغاني من التراث التركي القديم، كما عُرض فيلم تركي، بعنوان "مطبخ الغني"، الذي يحكي تاريخ ثقافة الطبخ في ذلك البلد. 

وحضر ليلة الإحتفاء بفنون وأذواق المائدة التركية، السفير التركي بالرباط، آدهم باركان أوز، وعدد من الشخصيات من مدينة فاس. 

وفي تصريح للأناضول، على هامش الحدث، عبّر ليفنت ألبت، رئيس المطبخ التركي، عن سروره بتمثيل مطبخ بلاده في هذا المعرض، واعتبر المهرجان "فكرة جيدة تساهم في التعارف بين الشعوب والثقافات". 
وتابع "اليوم أعددنا أنا وصديقي، مأدبة تركية لذيذة، وأطباق محلية تركية، مكونة من سلطات مختلفة بزيت الزيتون والقرع الأخضر واليوغورت (اللبن)، وصلصة البرتقال، وأطباق من لحم الخروف، وغيرها من الأطباق التي سيتذوقها المغاربة الحاضرون اليوم". 

بدورها قالت رئيسة فرقة "ضوء القمر"، في تصريح للأناضول، إن فرقتها تعزف الموسيقى التقليدية التركية، في انسجام مع روح فكرة المهرجان، وفي تناغم مع الأطباق التركية التقليدية التي تقدم للحضور، معبرة عن سعادتها لتمثيل بلدها، في هذا المهرجان وحضورها للمغرب لأول مرة. 

من جانبه اعتبر المغربي فوزي الصقلي، مدير المهرجان، أن "فنون الطبخ تعبر بشكل كبير عن ذاتية أي ثقافة، ومؤشر لمستوى حضارة وفن العيش والتعايش والجمالية في مجتمع ما، كما يمكن اعتبارها سفيرة لهذه الثقافة". 

ودعا في حديث للأناضول، إلى التفكير فيما سماه بـ"استراتيجية فنون المائدة"، واصفا المائدة التركية بـ"الضيف الخاص، والغنية جدا بهذا التراث"، إضافة إلى إيطاليا والمغرب، معربا عن "خلق نوع من التلاقح بين هذه الأشكال المختلفة من هذه الموائد". 

وعلى هامش الإحتفاء بالمائدة التركية، نُظم معرض لصور ونسخ من وثائق دبلوماسية تؤرخ للعلاقات بين المغرب والدولة العثمانية، تعود إلى القرن الـ 17. 

ويحتفي المهرجان بفنون المائدة في المتوسط، من خلال معارض، وندوات علمية وورشات لتعليم الطبخ، كما يبرز دور الطبخ في التبادل الثقافي بين مجتمعات البحر المتوسط، ودوره في تمتين العلاقات بين شعوبها.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!