أحمد تاشكاتيران - صحيفة ستار – ترجمة وتحرير ترك برس

نامت الأمة وغطت في سباتها العميق بعد سقوط الخلافة الذي أعلن وكما رأينا في السنوات الماضية مرحلة الضعف لهذه الأمة ومرحلة التمكين وانتصار المحتل. ومع توغل الاحتلال ومعاناة المسلمين منه وفي غياب الخلافة الحاضنة المُدافعة عن المسلمين نبتت أولى الحبوب المناهضة لهذا الاحتلال. ومنذ الحرب العالمية الأولى والعام الإسلامي يعاني الضعف والهوان، وفي سبيل تخليص نفسه من هذه الظلمات خاض معركته الخاصة خلال الـ100 سنة الماضية بعنوان "وحدة العالم الإسلامي". وبهذا نعلم أن مفهوم "الخلافة" أو "الأمة" لم يَغِب عن أجندات العالم الإسلامي.

أما عندنا هنا فقد كنا نحوم وننقد مفهوم الخلافة والأمة ونقارنها بتقييماتها التخيُلية، فظهر حينها الصراع الدامي بين الإسلام والعلمانية حتى تقلّبت الأحداث وبات منبع القرار يأتي من موافقته للمصلحة الوطنية أو من معاداته للمفهوم الإسلامي. وفي حديث مصطفى كمال أتاتورك إبان إعلان إنهاء الخلافة قال "لم يعد بمقدورنا الاستمرار في هذا، فاليوم ُننهي الخلافة لنتمكن غدا من تشكيل تحالف جديد يجمع الدول الإسلامية المحررة"، لعل الدافع لما قاله هو كونه تحرك استراتيجي في إطار محاولة تجنب الصدام مع معارضيه، لكن ورغم ذلك فان مفهوم التوافق الإسلامي والتماهي معه كان وما زال قوة إيجابية في الإدارة العراك السياسي.

في سياق الأحداث الحالية وفي إطار القمة الإسلامية أحب أن أتصور الحدث على أنه "بداية لمرحلة تحرر حقيقي للإرادة السياسية الإسلامية، ومن ثم العمل على تكاملها وتعاونها". لكن وإلى الآن ما زلنا لا نرى التجاوب والتفاعل المطلوب مع النداءات المطالبة بالتحالف الإسلامي، لماذا؟ السبب هو: اعتقاد كثير من القيادات السياسية بأنه وعلى غرار الحرب العالمية الأولى ما تزال القوى العالمية الكبرى معارضة للتوحد الإسلامي، وأنها ستحاربه كما حاربته سابقا.

في إطار التحضيرات للقمة الإسلامية وجّه رئيس الجمهورية أردوغان ونظيرة الكازاخستاني نزاربيوف دعوتهم وكانت على النحو التالي "ندعوكم باسم أعضاء التحالف الإسلامي للمشاركة في المنتدى الجديد الذي سيدعم التقارب الإسلامي ووحدة الأمة الإسلامية". وكما رأينا فان هذه الدعوة تعكس إرادة حقيقية تُوجّه لكل الدول الإسلامية وبالذات الدول التي بينها خلاف كتركيا وإيران والسعودية ومصر. وفي حال بُذلت الجهود المطلوبة ونجح رئيس الجمهورية أردوغان في مساعيه ببداية عهد جديد للأمة الإسلامية فإننا سنرى حينها عالما جديدا بتركيا جديدة.

عن الكاتب

أحمد تاشكاتيران

كاتب وصحفي تركي


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس