ترك برس

أفاد المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، أن اختلاف الرؤى مع الولايات المتحدة الأمريكية، يُعد من أهم الأسباب التي تقف وراء التقارب السعودي التركي في المرحلة الأخيرة.

جاء ذلك في تقرير أعدّته وحدة تحليل السياسات التابعة للمركز العربي، تحت عنوان "التقارب السعودي التركي: الخلفيات، الدوافع والآفاق"، حيث أوضح التقرير أن "السياسة الأميركية في المنطقة مثّلت أحد أهم أسباب التقارب السعودي - التركي؛ فالولايات المتحدة التي بدت مستنزفة مع الأزمة المالية التي ضربتها عام 2008، واتجاهها نحو مقاربة تعتمد حدًا أدنى من التدخّل في المنطقة انطلاقًا من فشل سياساتها في العراق وأفغانستان، بدأت تعيد تعريف مصالحها في المنطقة مع ظهور ملامح اكتفائها نفطيًا، نتيجة ثورة الغاز والنفط الصخريين".

وأضاف التقرير أن "هذه التحولات جعلت واشنطن أقلّ ميلًا لمراعاة حساسيات حليفها السعودي الذي مثّلت معادلة الأمن مقابل النفط حجر الزاوية في العلاقة معه منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. وبينما مثّل تخلّي واشنطن عن الرئيس المصري السابق حسني مبارك إبان ثورة 25 يناير، مؤشرًا سلبيًا على مدى التزام واشنطن بحلفائها، مثَّل إصرار إدارة أوباما على التوصّل إلى اتفاق مع إيران حول برنامجها النووي دون أخذ اعتراضات السعودية على دور إيران الإقليمي في الحسبان، نقطة خلاف جوهرية أخرى بين الطرفين".

وقال إنه "مع ظهور تنظيم الدولة وسيطرته على مناطق شاسعة من سورية والعراق صيف عام 2014، بدت واشنطن مهتمة بمواجهة داعش الذي مثّل صعوده تجسيدًا لفشل السياسات الأميركية في العراق في عهد أوباما، أكثر من اهتمامها بمواجهة دور إيران الإقليمي في المنطقة. بل على العكس، بدأ بعض دوائر واشنطن ينظر إلى الحرب على تنظيم الدولة بوصفها نقطة التقاء في المصالح مع إيران، وأخذ من ثم ينظر إلى حلفاء إيران بوصفهم حلفاء محتملين في الحرب على داعش، الأمر الذي أثار قلق السعودية".

وبيّن التقرير أنه "على نحو مشابه، مثّلت السياسة الأميركية مبعث قلق كبير لتركيا بخاصة في سورية؛ إذ ظلت إدارة الرئيس أوباما ترفض دعم الموقف التركي المطالب بإنشاء منطقة "آمنة" في شمال سورية، وتزويد المعارضة السورية بأسلحة نوعية تساعد في حسم المعركة ضد نظام الرئيس بشار الأسد".

وأشار التقرير أن "ما زاد الأمر سوءًا بالنسبة إلى تركيا هو اتجاه واشنطن إلى دعم حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي الذي يعدّ الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني ذي الميول الانفصالية والمصنف إرهابيًا في تركيا والولايات المتحدة، وذلك لمواجهة تنظيم الدولة. وتنامى القلق التركي بعد أن تمكّن هذا الحزب بدعم أميركي من السيطرة على معظم حدود سورية الشمالية مع تركيا في المنطقة الواقعة شرق نهر الفرات، قبل أن يذهب باتجاه الإعلان عن قيام اتحاد فيدرالي في مناطق شمال سورية وشمالها الشرقي. وهكذا أصبح اختلاف الرؤى مع الولايات المتحدة، من أسباب التقارب السعودي التركي".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!