ترك برس

تقدم رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل بالشكر للحكومة التركية على وقوفها مع حماس “في كل موقف عظيم، في ظل العطش الذي تعيش به الأمة”، وذلك في كلمة له خلال فعاليات مهرجان شكرًا تركيا أمس الجمعة في إسطنبول، حسبما أوردت وكالة الأناضول.

وقال مشعل إن “تركيا قدمت النموذج الأوضح لنجاح تجربة الإسلام السياسي، في الحكم والديمقراطية والاقتصاد والحضارة، بعد أن برزت شبهة في عالمنا العربي أنه لا نجاح للسياسة في ظل المشروع الإسلامي، ولا استقرارًا في الاقتصاد في ظل الديمقراطية، وكأن الدكتاتورية هي الضامن الوحيد للاستقرار والاقتصاد”.

وتابع قائلًا: “كيف لنا أن ننسى موقف أردوغان الشجاع في دافوس، وأسطول الحرية ومرمرة، وشهداء تركيا التسعة، الذين امتزجت دماؤهم بفلسطين، لرفع الحصار عن غزة، وما زالت القيادة التركية مصرة على رفع الحصار عن القطاع حتى اللحظة”.

وأضاف مشعل: “ما زال في ذاكرتي وذاكرة إخواني حينما هرع أردوغان إلى دمشق عام 2008، ليقول لفلسطين وأهل المقاومة في غزة إننا معكم، وأيضا حينما زارنا مستشاره داود أوغلو ليسهر معنا إلى الفجر وهو يفكر ويجوب العالم لوقف العدوان على غزة، وفي الحرب الأخيرة فقد كنا على تواصل لحظي مع القيادة التركية حتى انتصرت المقاومة في غزة”.

وأوضح أن “قضية اللاجئين أوضح من أن تشرح، حيث اتسعت أرض تركيا لملايين اللاجئين في الوقت الذي ضاقت به الدول الكبرى عن بضعة آلاف”، مضيفًا أن “تركيا أصبحت نموذجًا في السهل الممتنع، حين تسعى للارتباط مع العالم شرقًا وغربًا ومع بيئتها الإقليمية في أوروبا، وذلك لمصالح شعبها، لكنها في ذات الوقت تصر على انتمائها للعمق العربي والإسلامي، في زمن ظن فيه أن تركيا قطعت به أواصرها مع تاريخها، ومن يستطيع أن يمسح تاريخ تركيا الإسلامي”.

وشدد مشعل على أن القيادة التركية ضحت ببعض مصالحها، من أجل مصالح الأمة وقيمها ومبادئها، وهذا شأن الكبار الذين يمشون لغيرهم وليس لأنفسهم فحسب، والبعض اليوم في شماتة مما تعانيه تركيا من حالات الإستهداف والمس بأمنها الداخلي، مبررة أن هذا من ثمرة أخطاء تركيا، والحقيقة ليست كذلك، والذي أصاب تركيا مؤخراً هو ثمن مواقفها الكبيرة، وأما قصة الأخطاء فمن منا معصوم، وفرق من يخطأ وهو يرقى إلى النجاح، الذي يفشل وينتقل إلى فشل آخر”.

وأردف رئيس المكتب السياسي قائلا، إن "البعض يستكثر علينا، حينما نشكر تركيا، ولكنهم يستحقون الشكر على ما فعلوا حقيقة، وليس ما ادعوا، فلماذا كل هذا الجحود، ولقد شكرنا آخرين حينما خدموا القضية الفلسطينة، وقضايا الأمة، وإذا وجب على الأنصار السخاء، فقد وجب على المهاجرين الوفاء".

ووجه رسالة إلى الجاليات العربية والإسلامية قائلا، إنه" كما حفظتكم تركيا، احفظواها سراً وعلانية، حافظوا على أمنها ومصالحا، ولا تثقلوا عليها، وأعينوها لتعينكم، وأحسنوا تمثيل أوطانكم وقضاياكم في تركيا، بأخلاقكم وتصرفاتكم، ونطمأن الجميع بأن من وقف مع فلسطين، فإن إخوانكم اليوم في الضفة الغربية والقدس، يلتحمون مع الإحتلال، ليدافعوا عن الأقصى وعن مسرى الحبيب محمد، وشعار أهل فلسطين اليوم فقاتل في سبيل الله لا تكلف إلا نفسك وحرض المؤمنين".

وأشارإلى أن" غزة العزة تطمأنكم، أن فيها أسودا لا يمكن أن ينكسروا أمام العدوان الصهيوني، حيث هنالك يد تقاوم الإحتلال، ويد تكسر الحصار، وفي فلسطين شعب يصر على تحرير أرضه واستعادة قدسه، وقد تسمعون بعض حالات الضعف في فلسطين، لكنهم مصرون على استعادة حقوقهم، وكل دعم مالي وسياسي وجماهي ي يثمر على أرض فلسطين حرية وتحريرا وانتصارا، والاستثمار في فلسطين، وفي قضايا الأمة، هو استثمار ناجح عند الله، وهذه رسالتنا إلى تركيا".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!