كورتولوش تاييز – صحيفة أكشام - ترجمة وتحرير ترك برس

"قائمة المئة شخصية الأكثر تأثيرا"، والتي تعد من تقاليد مجلة التايم شملت هذا العام اسم رئيس الجمهورية رجب أردوغان بعد غياب دام ستة سنوات. فقد شغل اسم أردوغان مكانه في قسم الزعماء الأكثر تأثيرا. إيان بريمر كاتب مجلة التايم والمتخصص بالشؤون الخارجية كتب في الصفحات الداخلية للمجلة مقالة بورتريه تصويري بعنوان "رجل الوسط" تحدث فيه عن أردوغان وأشاد به. لم يتناسى بريمر موضوعا مثل حرية التعبير ووجه الانتقادات بهذا الخصوص، كما قال: "رجب طيب أردوغان قائد وزعيم من نوع مختلف، فقد ارتقى أردوغان بسياسة واقتصاد دولته من الحضيض واللا مكانة ودعمه بالملايين وصوبه  بالقرارات الإيجابية التي جعلت الأمور تؤول إلى ما نراه الآن".

عام 2010م كانت آخر مرة احتل فيها رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان مكانه في هذه القائمة، وعلى مدار خمس سنوات - وإن صح لي التعبير - لم تعطِ مجلة التايم وجها لأردوغان. ففي عام 2012م احتل داود أوغلو والذي كان وزيرا للخارجية وعلي باباجان الذي شغل منصب وزير المالية آنذاك مكانا على القائمة؛ أما في عام 2014م فعلى الرغم من إدراج اسم أردوغان على القائمة المبدئية للمرشحين إلا أنه لم يدرج في القائمة النهائية بين الأسماء الأكثر تأثيرا، بينما أدرج في ذلك العام اسم رئيس الجمهورية السابق عبدالله غُل.

شهد العام 2013م مفاجأة فيما يتعلق بهذه القائمة، إذ أنها احتوت وبشكل غريب وغير متوقع على اسم كل من عبد الله أوجلان وفتح الله غولن بين "الزعماء الأكثر تأثيرا". فهذه القائمة التي مثلت انعكاسا وتأثرا بالسياسة الداخلية التركية جذبت الانتباه باحتوائها على اسم قادة التنظيميين المحاربين للحكومة التركية بين أسماء القادة الأكثر تاثيرا في العالم.

يمكننا القول إن عام 2013م كان العام الذي لمعت أو لُمعت فيه أسماء كل من غولن وعبد الله أوجلان (آبو)، ففي ذات العام كان الحديث يدور عن خروج أوجلان من المعتقل كما انه كان من المتوقع كذلك عودة غولن إلى تركيا بطريقة تشابه عودة الخميني إلى إيران سابقا، ولا بد أن التغيرات السياسية المتعلقة بهذا الثنائي قد أثرت بمحرري مجلة التايم ودفعتهم لإدراج اسم زعيم كلا التنظيمين في قائمة "الزعماء الأكثر تأثيرا". لكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن، ومحاولات غولن للانقلاب باءت بالفشل كما أن انعدام المصداقية في مشاورات الحل السياسي مع حزب العمال الكردستاني وعلى رأسه (آبو) وعودة التنظيم إلى القتال المسلح ومحاولته لإحداث حرب وفتنة داخلية القت بكلا الزعيمين أوجلان وغولن إلى قائمة القادة والزعماء "الأقل تأثيرا" وبالمحصلة أُجبرت مجلة التايم على مسح اسم زعيم كلا التنظيمين من قائمتها لهذا العام.

عدم دخول أردوغان لهذه القائمة منذ عام 2010م متعلق بالضباب وانعدام الرؤية السياسية المستقبلية. فالغرب والذي نفر من أردوغان وأخرجه من حساباته منه كان يامل برحيله بين لحظة وأخرى، وإلا كيف يمكننا تفسير دخول كل من أوجلان وغولن في قائمة الزعماء الأكثر تأثيرا وعدم دخول أردوغان. السبب الرئيسي لدخولهما القائمة كنتيجة لمشاورات الحل السياسي التي كان قد بدأها مسبقا. كان من المتوقع دخول اسم أردوغان القائمة عام 2015م بعد فوزه بمنصب رئيس الجمهورية، لكن عدم تقرب أردوغان من الغرب وعدم تقبل الغرب له وسأمه من سياسته حال دون ذلك.

لأن بريمر وفي مقالته "الرجل الوسط" التي تحدث فيها عن أردوغان ودخوله لقائمة "الزعماء الأكثر تأثيرا" أشار إلى أن أردوغان لم يذهب لأي مكان على المدى القريب (لم يتم إقصاؤه سياسيا) وأنه سيحتل مكانته ويستمر فيها لأجل طويل؛ في الحقيقة إن هذه الكلمات هي بمثابة اعتراف بفوز أردوغان في صراعه مع أعداء الدولة والشعب والذين كانوا يأملون كما الغرب التخلص منه على مدار خمس سنوات مضت.

لا بد من الإشارة والتأكيد على أن دخول أو عدم دخول رجل يعمل من أجل مصلحة وسلامة الدولة مثل طيب أردوغان في قائمة تعدها مجلة التايم بتقليد سنوي ليست مهمة بتاتا. فأردوغان هكذا وهكذا هو رغم كل شيء، فالأمر سيان لأردوغان وللزعماء الآخرين الذين يعملون بعزم وتفاني. الأهم هو أن يكون على قائمة الشعب للزعماء الأكثر تأثيرا وأن يملك القوة والعزم الذي يمكنه من تنفيذ الإجراءات التي تجعله كذلك.

عن الكاتب

كورتولوش تاييز

كاتب تركي


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس