حسين يايمان – صحيفة الوطن – ترجمة وتحرير ترك برس

ثمانية أشهر تفصل بيننا وبين الانتخابات العامة في 2015، وقد بدأت تركيا تدخل أجواء الانتخابات بسرعة. إن لم تحصل هناك حالة طارئة فإن اتفاق حزب الشعب الجمهوري وحزب الشعوب الديمقراطي سيُحدث ضجة مفاجئة كبيرة للانتخابات. ما زال الموضوع جديداً ولكن حزب الشعب الجمهوري في حالة متوترة من الآن. الأغلبية من هيكل الحزب يؤمنون بضرورة القيام بمثل هذه الخطوة للصعود بحزبهم إلى مستويات عالية سياسيا وإيديولوجيا.

لقد ولدت الحركة السياسية الكردية من يسار تركيا. إن الأكراد الذين طُردوا من حزب العمال التركي قاموا بتأسيس الحزب الثوري الكردستاني والمركز الثوري للثقافة الشرقية والرابطة الديمقراطية لطلاب التعليم العالي في أنقرة وحزب العمال الكردستاني. وتسبب المؤتمر الكردي في باريس في 15 تشرين الأول \ أكتوبر عام 1989 انكسارا ثانياً. تم طرد النواب الأكراد من صفوف حزب الشعب الجمهوري لذهابهم إلى ذاك المؤتمر. ورغم محاولات عديدة لإصلاح هذا الأمر في انتخابات 1991 باتفاق بين الحزب الديمقراطي الاجتماعي الشعبوي وحزب العمل الشعبي إلا أن انفصال نواب حزب العمل الشعبي أدى إلى تشتت ثالث.

في انتخابات عام 1999 تم الحديث كثيراً عن تعاون مشترك بين حزب الشعب الجمهوري وحزب الشعب الديمقراطي ولكن لم يتحقق ذلك. لم يستطع حزب الشعب الجمهوري تحصيل نسبة الـ 10% التي كانت تمنح الأحزاب إمكانية التمثيل في البرلمان. وفي الانتخابات المحلية عام 2004 كان هناك اتفاق "مراد كارا يالتشن" وهو اتفاق ثلاثي بين الحزب الديمقراطي الاجتماعي الشعبوي وحزب الشعب الديمقراطي والحزب اليساري. قبل انتخابات 2011 كان قد قيل إن هناك اتفاقاً بين حزب الشعب الجمهوري وحزب السلام والديقراطية ولكن "كمال كلتشدار أوغلو" نفى تلك المقولات.

هل بإمكان حزب الشعب الجمهوري شرح هذا الأمر لقاعدته الأساسية؟

قال لي مدير إحدى مراكز حزب الشعب الجمهوري كنت قد التقيت به مؤخراً: "لا يستطيع حزب الشعب الجمهوري شرح هذا الأمر لقاعدته. إن مثل هذا الاتفاق يسبب انشقاقاً سياسيا وايديولوجياً في الحزب. إن حدث هذا الاتفاق فلن يتمكن الحزب من الذهاب إلى الانتخابات بجهده وخطاباته الخاصة.

وبغض النظر عن كل شيء هناك التجربة التي عشناها مع حزب العمل الشعبي. على حزب الشعب الجمهوري المساهمة في المصالحة الوطنية، ولكن ليس بإمكاننا شرح الاتفاق مع حزب الشعوب الديمقراطي للقاعدة الأساسية للحزب. إن 2+2 في السياسة لا تساوي 4 دائماً. وقد رأينا هذا في تجربة أكمل الدين إحسان أوغلو. إن مثل هذا الاتفاق لا يمنحنا زيادة في نسبة الأصوات. وكل هذه الأمور دليل على أنّ من غير الممكن الاتفاق مع حزب الشعوب الديمقراطي.

ماهو موقف الهيكل الإداري لحزب الشعب الجمهوري؟

من الملاحظ أن قاعدة الحزب تعيش أجواء توتر مختلفة أمام أقوال وآراء مدير المركز العام للحزب. وهناك إدعاءات على أن نظرة إدارة الحزب إيجابية تجاه التعاون المشترك وإنه سيتم عمل بحوث استطلاع عام بخصوص هذا الأمر خلال الأيام القادمة. في حين يتم التركيز على إزعاج حزب الشعب الجمهوري للأكراد وزعلهم منه وعلى أنه لم يتمكنوا من كسب أصوات لا من أكراد الشرق ولا من أكراد الغرب. هناك أيضا محادثات حول ضرورة اتخاذ خطوات فعالة أكثر في فترة الصلح الوطنية الجارية.

وهناك معلومات أن عدداً من الشخصيات ذات التجربة في هذا الموضوع من الذين كانوا مشاركين في الاتفاق السابق مع حزب العمل الشعبي ينظرون إلى الموضوع بإيجابية وشخصيات أخرى تعارضه. وهناك معلومات أيضا عن أن 80% من مجلس الحزب والهيئة الإدارية لمركز الحزب سيدعمون هذا الاتفاق.

الكتلة اليسارية تريد التحالف!

يؤكد البعض أن رؤساء الحزب في المدن يريدون هذا الاتفاق. وهناك مقولات حول أن الكتلة اليسارية في الحزب تدعم هذا الرأي وأنه سيتم عرض هذا في الأيام القادمة بشكل واضح.

وهناك ادعاءات حول أن موجة ستأتي من القاعدة الأساسية تجاه إدارة الحزب، وخاصة حول أن محمد بيكار أوغلو هو من سيترأس الاتفاق ويبنيه، وسيعمل بشكل عميق في هذا الموضوع. وهناك محاولات لإدراج كتلة كبيرة من اليساريين في هذا الاتفاق بجانب حزب الشعوب الديمقراطية.  

عن الكاتب

حسين يايمان

كاتب في صحيفة وطن


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس