ترك برس

رأى الكاتب الفلسطيني والباحث في الشأن التركي ​سعيد الحاج، أن رئيس البرلمان التركي إسماعيل قهرمان، لم يقصد "دستورًا إسلاميًا" وفق الفهم العربي للدستور والأسلمة.

جاء ذلك في تدوينة نشرها على حسابه الشخصي في موقع التواصل الإجتماعي، فيس بوك، في معرض تعليقه على تصريح رئيس البرلمان التركي فيما يتعلق بالدستور التركي الجديد والعلمانية، والذي أحدث جدلاً كبيراً في الأوساط السياسية.

وقال الحاج إن العلمانية من "مبادئ الجمهورية" التي قامت عليها الجمهورية التركية الحديثة، والتي يعتبر الاعتراض عليها نقضاً لمبادئ الجمهورية، مشيرًا إلى أن هذا أمر حساس جداً بالنسبة لمعظم الأحزاب ودوائر الوصاية في البلاد، خصوصاً أنها مقرونة بالدعوة لدستور ديني أو متصالح مع الدين.

وأشار إلى أن رئيس البرلمان الحالي إسماعيل قهرمان من الإسلاميين المعروفين في تركيا، وأنه "كان أحد وزراء حكومة نجم الدين أربكان رحمه الله"، معربًا عن اعتقاده بأن قهرمان لم يقصد بتصريحه "دستوراً إسلامياً" وفق الفهم العربي للدستور وللأسلمة، إنما أراد أن يقول إن الدستور ينبغي أن يحترم دين الشعب ويتسق معه فقط.

كما توقّع الحاج أن "الأمر قد يكون مرتباً لإحداث نقاش في البلاد، بمعنى بالون اختبار يرفع السقف، فيبدأ نقاش، ثم يتحقق هدف أوطأ سقفاً من النقاش، فيمر دون ضجة كبيرة ودون أزمات"، لافتًا إلى أن حزب العدالة والتنمية قد فعل ذلك في أكثر من مناسبة.

وأضاف الحاج أنه "ما قد يدعم هذه الفرضية أن الناطق باسم الحكومة التركية نعمان كورتولموش قال إن رئيس البرلمان قد عبر عن رأيه الشخصي وليس عن رأي الحكومة أو الحزب الحاكم، لكن من الجيد أن نناقش الأمر، فمن المهم تعريف العلمانية ومساحات تطبيقها، لأنها استخدمت في السابق لتحديد الحريات".

وكان رئيس البرلمان التركي إسماعيل قهرمان، اعتبر، في تصريح له الاثنين، أن الدستور الجديد لتركيا يجب أن يكون "دينياً" وأن "العلمانية" يجب أن لا تكون جزءاً منه، وقال، "بصفتنا بلدًا مسلمًا، لماذا علينا أن نكون في وضع نتراجع فيه عن الدين؟ نحن بلد مسلم وبالتالي يجب أن نضع دستورًا دينيًّا"، مضيفًا أنه "قبل أي شيء آخر، يجب أن لا ترد العلمانية في الدستور الجديد".

وأثارت دعوة قهرمان، جدلًا واسعًا في الشارع التركي، وغضبًا لدى بعض الأحزاب السياسية المعارضة ذات التوجه "العلماني"، حيث انتقد حزب الشعب الجمهوري في بيان له، التصريحات، قائلًا: "العلمانية تعني احترام الدين، وفصل الدين عن شؤون الدولة، ومنع الاستغلال الديني".

ورأى رئيس حزب الحركة القومية دولت بهجيلي، في بيان له، إن "فتح المواد الأربعة الأولى من الدستور للنقاش من قبل إسماعيل قهرمان المنتخب وفقًا للدستور نفسه، موقف غير صائب"، داعيًا رئيس البرلمان إلى الاعتراف بالخطأ والتراجع عن تصريحاته.

وصرح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بأن دعوة رئيس البرلمان لوضع دستور ديني خالي من العلمانية، تعبر عن رأيه وتفكيره الشخصي، موضحا أن رأيه في هذا الموضوع  واضح منذ صعود حزبه إلى سدة الحكم، فهو يدعو إلى حرية جميع المواطنين في معتقداتهم وممارسة عباداتهم.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!