فكرت بيلا - صحيفة ملييت - ترجمة وتحرير ترك برس

بدأت شيئاً فشيئاً تتوضح معالم رؤيا أنقرة بعد اللقاءات التي أجراها الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" ووزير الخارجية "مولود تشاوش أوغلو" في الأمم المتحدة بخصوص إيجاد حلول لداعش.

وبعد تصريحات "أردوغان" بأن أنقرة قد تخطو خطوات عسكرية وسياسية. التقيتُ وزير الخارجية "مولود تشاوش أوغلو" البارحة صباحاً، لخص لي التصرف التركي كما يلي:"إن وضعنا مختلف تماماً عن البلدان الأخرى. فالمشكلة واقعة في البلدان المجاورة لنا ،والتأثير الأكبر واقع على تركيا التي تتحمل الأعباء ونتائجما يحدث، لذلك من الطبيعي أن نكون أكثر تحسباً و حذراً."

عندما نقول خطوة عسكرية يجب أن نفكر على نطاق واسع. في مواضيع حساسة كهذه لا تتوقعوا أن تخرج تركيا وتصيح بصوت عال عن خطتها التي تريد تنفيذها". وذكر "تشاوش أوغلو" أنه أكد على أهمية منطقة حظر طيران في المباحثات التي أجراها مع الأمم المتحدة وشاركه في الرأي المندوب لسوريا "ستافان دي ميستورا" في الأمم المتحدة الذي ذكر بدوره أنه بدون منع الطيران لا يمكن تشكيل منطقة عازلة .  

اقتراح على مرحلتين:
يتألف الاقتراح التركي لمشكلة داعش في العراق وسوريا من مرحلتين:
1. المرحلة الأولى: تشكيل ممر أمني لحظر الطيران خصوصاً في القسم السوري من الحدود.
2. المرحلة الثانية رحيل نظام الأسد والاعتماد على الديناميكيات الداخلية في سوريا.  

أهداف الممر الآمن
تريد أنقرة تشكيل منطقة آمنة وبسرعة لإيقاف نزوح السوريين الذي يصل عددهم إلى 1.5 مليون لاجئاً. وتتخذ هذه المنطقة التي تحت الحظر الجوي مقراً للآجئين. وبهذا تكون مستعدة لاستقبال اللآجئين الجدد ضمن أراضيهم وبنفس الوقت تتم إعادة اللآجئين الذين أتوا تركيا إلى هذه المنطقة. وترى أنقرة السبب الآخر في ضرورة عمل الحظر الجوي هو منع ضرب قوات النظام السوري لمقرات الجيش السوري الحر وفتح بذلك الطريق أمام داعش.

الحل السياسي
تدافع تركيا عن ضرورة رحيل نظام الأسد كحل جذري لمشكلة داعش. تؤكد أنقرة أن بقاء نظام الأسد سيضعف المعارضة والجيش السوري الحر ويترك المجال لداعش إلى الاستيلاء على مناطق أكثر من سوريا. فالحل الحاسم هو إيقاف هجمات دمشق وتكوين نظام سياسي قادر على أن يقود البلاد تأخذ فيه المعارضة السورية دوراً فعالاً. تعتقد أنقرة بأن توجيه ضربات جوية إلى داعش غير كاف للوصول إلى حل مالم تتشكل المنطقة الآمنة ومالم يتشكل النظام السياسي الجديد.

ولاتختلف نظرة تركيا إلى قضية العراق أيضاً. إذ ترى أنه يجب سحب الدعم السياسي والاجتماعي من داعش بزيادة الدور الذي تلعبه المجموعات السنية في الحركة السياسية وتفعيل دور حكومة بغداد.

خبرة قوة المطرقة
في معرض طلب منطقة حظر جوي في القسم السوري من الحدود التركية السورية في مباحثات نيويورك هنك نقطة حساسة للغاية لم تغب عن الأذهان. ذكر بعض الخبراء السياسيين بالحظرالجوي الذي طبق شمال خط العرض 36 (شمال العراق) بعد حرب الخليج الأولى وبتشكيل "قوة المطرقة"آنذاك ضد هجمات صدام. وفي هذه الفترة ازداد حزب البي كي كي الكردي قوة وانفصل شمال العراق عن بغداد.

بعد تجربة كهذه على أنقرة أن تتصرف بحذر كي لا تحدث خطوة مشابهة في سوريا.

عن الكاتب

فكرت بيلا

يكتب في جريدة "ملليت" وهو في نفس الوقت ممثل الجريدة في أنقرة. متخرج من جامعة غازي بدرجة دكتور.


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس