فخر الدين ألتون – صحيفة صباح - ترجمة وتحرير ترك برس

قال الرئيس أردوغان في حديث له في أيوب يوم أمس عن أحمد داود أوغلو، "إن أمتنا لن تنسى أبدًا كل من وضع لبنة فوق لبنة لخدمتها، وأنا أؤمن بأن للسيد رئيس الوزراء، بالخدمات التي قدمها، مكان مميز في قلوبنا".

كما أكد على أنه سيسلم منصبه إلى شخص آخر مثلما سُلم إليه، في عملية سباق بالتناوب.

***

وفي حال وجهتم السؤال إلى معسكر المعارضة اللامحورية فإن كل ما يحدث هو "انقلاب سياسي"! كما وصف كمال كيليتشدار أوغلو الذي تولى السلطة عن طريق الإنقلاب، ما جرى في الرابع من أيار بـ "انقلاب القصر".

وقال أحدهم "إن إغلاق داود أوغلو صفحته السياسية، يعد دليل توجه واضح إلى نظام قمعي، واستبداد تركي متصاعد".

وكما هو الحال دائماا، يعتقد هؤلاء أنهم يمارسون السياسة من خلال التلاعب بتطور لم يتمكنوا من المشاركة فيه!

بالإضافة إلى وجود المتحمسين مع توقع حدوث أزمة سياسية.

ولكن لا يوجد أي دليل على وجود أزمة أو توتر في جبهة حزب العدالة والتنمية. كما يمكننا التنبؤ بسهولة بوجود عملية استقرار سياسي واقتصادي لدى الدولة، مع استمرار قيادة أردوغان. وإن شهد الاقتصاد تقلب في المؤشرات على المدى القصير، فإنه سرعان ما عاد إلى المناخ الإيجابي. كما يبدو بالنسبة لنا أن المؤسسات قد تقدمت بنجاح ضمن مسارها الخاص. ومن الواضح أنها لن تشهد اضطرابًا في عمليات خطيرة مثل السياسة الخارجية، ومحاربة الإرهاب، والحصانات. ولن يؤدي تغيير الأمين العام وحده إلى إجراء انتخابات مبكرة.

***

واجهت تركيا مع بدء رئيس الجمهورية المنتخب في استفتاء شعبي في عام 2014، مهامه واقعًا سياسيًا جديدًا.

وكان هذا الواقع السابق لرئاسة الوزراء بمثابة شبه حقيقة لدى الدولة من ناحية. كما تولى منصبه متعهدًا بإن يكون رئيسًا ساعيًا ومجتهدًا، وأن يستخدم صلاحياته باستمرار ضمن الحدود الدستورية، ويكون طرفًا في مواضيع الدولة قبل الانتخابات.

فقد واجه داود أوغلو مشاكل محلية بخصوص دراسة خلفية الواقع السياسي الجديد الذي تشكل عقب رئاسة أردوغان للجمهورية والقيام بالتصرف المناسب لذلك.

وهذا أيضًا أدى بالمحصلة إلى ظهور مشاكل منسجمة ومتزامنة في قمة الدولة.

ولذلك تدخلت إدارة حزب العدالة والتنمية في مجرى الأحداث هذا ورأى داود أوغلو ذلك وأعلن أنه سينسحب.

ونفذ عملية سليمة. لأنه في حال تدهورت هذه العملية من تلقاء نفسها لظهرت أزمة أمنية كبيرة جدًا وتبدل في الرؤى. وستؤدي إلى مشكلتين غير مرغوب بهما.

1- حدوث أزمات سياسية شديدة تتعلق بانحلال جزئي في مسائل معينة.

2- أصبح المجال مفتوحًا أكثر لتدخلات محاور الشر الداخلية والخارجية التركية.

***

ما الذي سيحدث بعد ذلك؟ تجري العملية بشكل سليم. وفي 22 من أيار/ مايو سيعين رئيس جديد للحزب ورئيس وزراء جديد فيما بعد. وستواصل تركيا مسارها.

وبناءً على توقعات الحزب والمجتمع بعد هذه العملية، سيكون رئيس الحزب ورئيس الوزراء الجديد شكلًا منسجمًا مع الرؤية السياسية لأردوغان.

ونعتقد أن الحزب سيتوصل في المرحلة القادمة إلى كيان متكامل بشكل أكبر من أجل الحاضر.

إلى جانب وجود خطوات عديدة ينبغي على حزب العدالة والتنمية اتخاذها حتى عام 2019.

وسيضطر الممثل المستقبلي الجديد إلى تحمل أعباءٍ شاقةٍ مثل الإسهام في التخلص من الاعتداءات التي تواجهها الدولة، وتنسيق عملية التنمية والتطوير، وتبديل النظام الذي تحتاجه تركيا.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس