طه داغلى - صحيفة خبر 7 - ترجمة وتحرير ترك برس

هناك توتر بين حليفي تنظيم حزب الاتحاد الديمقراطي أمريكا وروسيا، فأمريكا تنزعج من تقارب العلاقات بين روسيا وحزب الاتحاد الديمقراطي "بي يي دي" وهذا الانزعاج كان جليا من خلال تصريحات الكولونيل الأمريكي "ستيف وارين" قائد التحالف الأمريكي ضد تنظيم داعش في العراق وسورية، الذي أعلن أنه ضد هذه العلاقة بين روسيا وتنظيم بي يي دي.

بدأ التحالف بين تنظيم بي يي دي ونظام الأسد اعتبارا من عام 2012 وانضمت أمريكا أيضا لهذا التحالف، وأكد السفير الأمريكي في دمشق "روبرت فورد" أن تنظيم الاتحاد الديمقراطي حليف أنسب لأمريكا من الجيش السوري الحر وبعد هذا التصريح بدأ الدعم الأمريكي لبي يي دي.

أنكرت أمريكا علاقتها مع تنظيم بي يي دي الإرهابي وأنها تقبل بكونه الذراع العسكري لحزب العمال الكردستاني في سورية حتى أنها استخدمته للضغط على تركيا.

وكانت سياسة روسيا تجاه بي يي دي مبنية على التوازن حتى إسقاط الطائرة الروسية في شهر كانون الأول/ ديسمبر العام الماضي، لكن بعد أزمة الطائرة الروسية بدأ الدعم الروسي العلني لتنظيم بي يي دي وبدأ تنظيم هذه المساعدات عن طريق ممثلين للتنظيم في روسيا.

أول ردة فعل رافقت تقارب روسيا من تنظيم بي يي دي كانت من إدارة أوباما، وكان ميشيل فيرتز رئيس جمعية المركز الأمريكي التقدمي أول من صرح بانزعاج أوباما من تقارب روسيا وبي يي دي.

وقد صرح أحد المسؤولين الروس الأسبوع الماضي بمشاركة الاستخبارات بين روسيا وتنظيم بي يي دي في سوريا، لتأتي ردود الفعل الأمريكية فورا بعد هذا التصريح الروسي وخاصة تصريحات رئيس التحالف في سورية والعراق الكولونيل ستيف وارين قوية بعض الشيء فقال: "نحن منزعجون من هذا الوضع" أي من تقارب روسيا وبي يي دي.

تنظيم بي يي دي الإرهابي مدعوم من أمريكا وروسيا ونظام الأسد، وعلى الرغم من نشوب صراع بين نظام الأسد وبي ي دي على القامشلي في شهر نيسان/ أبريل إلا أن أمريكا قد حلت القضية قبل أن تكبر لصالح تنظيم بي يي دي.

تجري حرب الوكالة في سورية، وتنظيم بي يي دي يحتل موقع الحليف الأنسب لأمريكا في هذه الحرب، وإن اهتز الأمن الأمريكي بسبب تقارب روسيا من تنظيم بي يي دي فإن التوازن بين نظام الأسد و تنظيم بي ي دي التي فرضته أمريكا وأهدت نصرا لتنظيم بي يي دي  يزيد من احتمال أن تنقلب الآية ويتخلى بي يي دي عن روسيا.

تركيا بدورها ترى بوضوح أن أمريكا لن تتخلى عن تعلقها بتنظيم بي يي دي مرة أخرى، بالإضافة لإكمال المهمة المعطاه للتنظيم في سورية، ما هي هذه المهمة؟

هي تسليم الكوريدور الواصل من شمال العراق مرورا بشمال سورية وحتى ميناء اللاذقية، يعني الكوريدور المطل على البحر الأبيض المتوسط. وبنظر أمريكا بي يي دي هو الوكيل الأنسب لهذه المهمة، ولهذا السبب تحاول أمريكا حماية وجوده في الجنوب التركي.

عن الكاتب

طه داغلى

كاتب في صحيفة خبر 7


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس