عبد القادر سلفي – صحيفة حرييت – ترجمة وتحرير ترك برس

عندما دخلت قاعة المؤتمر لم يكن بن علي يلدرم قد وصل بعد، لكن ورغم هطول الأمطار حينها إلا أن داخل القاعة وخارجها كان ممتلئا. في حدث تاريخي يُقيم الحزب مؤتمره الطارئ في غضون 15 يوم فقط، ورغم هذا التسارع في الأحداث الخطيرة إلا أن الكل كان يتغنى بأردوغان وبن علي يلدرم. دخل يلدرم القاعة مع الإعلان عن دخوله هو وزوجته، صفق الحضور والتقط بعضهم صور السلفي معه. في تمام الساعة 11:16 دقيقة دخل داود أوغلو المؤتمر مع زوجته وسماعات القاعة تعلن حضوره. اكتمل العدد وتحلق الحضور حول أردوغان بينما استمرت تلك الأجواء القاتمة تحيط حقيقة مغادرة داود أوغلو.

لم تنكسر رمزية القيادة

لم تنكسر رمزية القائد والقيادة بفضل أردوغان. تألق الحضور وتألق المؤتمر، فمنذ أول لحظه فيه وحتى آخرها كانت كل ثانية في اللقاء تحمل توقيع وعلامة أردوغان. قال رئيس الديوان بكير بوزداغ معلقا على الحدث "هذا الحزب هو حزب أردوغان"، وأضاف "قرأ أردوغان خطابه وهو واقف فسمعه الحضور وهم وقوف". كانت رسالة المؤتمر واضحة وهي "دخول الحزب مرحلة الرئاسة" بكلمات رئيس الجمهورية "أعتقد أن السياسة في الأيام القادمة ستحمل بين طياتها التوجه نحو نظام الرئاسة"، وكلف بهذه المهمة بن علي يلدرم.

كانت الأنظار تتجه أيضا نحو رئيس الوزراء داود أوغلو الذي قال "لم يكن ما حدث هو ما أريده، لكن الظروف أجبرتنا على ذلك"، وأضاف "أنا لم أرد ذلك، وأعي تضايق وعدم ارتياح الشعب وأعضائه بما فعلته"، ثم تابع قائلا: "أشعر بالقلق على حزب العدالة والتنمية الذي كنت أعمل جاهدا وإياكم من أجل إظهار وحدته وقوته عندما استلمت مهامي بعد الفوز بانتخابات 1 تشرين الثاني/ نوفمبر الأخيرة".

الحديث ببطء وتغير وتيرته حتى الإسراع

كان خطاب بن علي يلدرم الأكثر إثارة، فبعد أن بدأه ببطء أسرع من وتيرته شيئا فشيئا، كان الوضع جيدا حتى فقد السيطرة على صوته وبدأ يرفع فيه، حينها ومع عناده بُح وقُطع صوته. عاجلت سارة داود أوغلو بتقديم شراب العسل الذي كانت قد حضرته من أجل زوجها في حال تعرض لمثل ذلك الموقف، مع العلاج الجديد عاد صوته وأكمل خطابه.

بعد الاحتفال الذي قام به أردوغان مع عائلته عقب إعلان نتائج انتخابات 17-25 كانون الأول/ ديسمبر وانتخابات 30 آذار/ مارس وإعلانها بوضوح "أنا احتفل مع عائلتي في انتخاباتنا التي انتصرنا بها"، ظهرت بوضوح هذه البصمة في مؤتمر الطوارئ الذي سار فقط حسب إرادته.

التحول لمرحلة الرئاسة

هل سيتم تغيير نظام الحكم إلى نظام رئاسي فقط بإرادة التغيير التي لدى أعضاء حزب العدالة والتنمية دون الالتفات إلى المجلس الحكومي؟ أعتقد أن ذلك سيكون صعبا.

لقد أعلن مؤتمر أردوغان بدء مرحلة النظام الرئاسي، وأعلنها "بسم الله" من جديد لهذه الاستراتيجية، وأوكل هذه المهمة لبن علي يلدرم، فهو أوكلت له مهام رئاسة حزب العدالة والتنمية ولم يوكل في المقابل بالمهام الفعلية لرئيس الوزراء.

عن الكاتب

عبد القادر سلفي

كاتب في صحيفة حرييت


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس