ترك برس

رأى الكاتب والمحلل السياسي التركي، إسماعيل ياشا، أن رئيس الوزراء التركي الجديد، بن علي يلدريم، قدَّم التمتع بالكفاءة والخبرة على اعتبارات أخرى خلال تشكيله للحكومة الجديدة واختياره للوزراء.

جاء ذلك في مقال له بعنوان "قراءة في تشكيلة الحكومة التركية الجديدة"، نشرته صحيفة "عربي21"، قال فيه إن "لتشكيل الوزاري الجديد شهد خروج بعض الوزراء من الحكومة لينضم إليها آخرون، بالإضافة إلى تغيير الحقائب التي يتولاها بعض الوزراء السابقين"، مشيرًا إلى أن هذا التغيير كان متوقعا بعد تغيير حوالي نصف أعضاء اللجنة المركزية لاتخاذ القرار والإدارة لحزب العدالة والتنمية في المؤتمر.

وأوضح ياشا أن نائب رئيس الوزراء السابق يالتشين آكدوغان من أبرز الأسماء التي خرجت من الحكومة. وكان آكدوغان أحد المقربين من أردوغان خلال رئاسته للحكومة، وهو مؤلف كتاب "حزب العدالة والتنمية والديمقراطية المحافظة" الذي يتحدث عن الخط السياسي الذي يسير عليه الحزب ويمثله. وقاد آكدوغان عملية السلام الداخلي إلى أن قلب حزب العمال الكردستاني طاولة المفاوضات.

وأضاف: "كانت هناك انتقادات حادة موجهة للحكومة بسبب استغلال المنظمة الإرهابية الأجواء الهادئة التي سادت تركيا خلال عملية السلام الداخلي، للتخطيط والتحضير إلى ما بعد إنهاء وقف إطلاق النار وتكديس السلاح في المدن لقتال قوات الأمن التركية. ويبدو أن آكدوغان دفع ثمن الأخطاء التي اُرتُكِبت خلال قيادته لعملية السلام الداخلي والمباحثات مع ممثلي حزب الشعوب الديمقراطي".

وتابع الكاتب التركي: "ومن الوزراء السابقين الذين لم يشمل التشكيل الوزاري الجديد أسماءهم، وزير الصحة السابق مهمت مؤذن أوغلو. وكان مؤذن أوغلو، صديق أردوغان، تولى وزارة الصحة خلفا لرجب آكداغ الذي شغل هذا المنصب من نوفمبر/ تشرين الثاني 2002 إلى يناير/ كانون الثاني 2013. وكان آكداغ الذي حقق قفزة نوعية للخدمات الصحية في البلاد من أنجح الوزراء الأتراك. ويدل خروج مؤذن أوغلو من الحكومة ليعود رجب آكداغ إلى وزارة الصحة على أن أردوغان لم يكن راضيا من أداء صديقه".

ولفت إلى أن "تكهنات كانت موجودة قبل إعلان التشكيل الوزاري الجديد حول بعض الأسماء التي يمكن أن تبقى خارج الحكومة، مثل نائب رئيس الوزراء والخبير الاقتصادي محمد شيمشك ونائب رئيس الوزراء لطفي ألوان المقرب من داود أوغلو، إلا أن الاثنين دخلا الحكومة التركية الجديدة ليحافظ شيمشك منصبه ويتولى ألوان حقيبة التنمية. ويؤكد بقاء الأول في منصبه حرص الحكومة الجديدة على الاستقرار في سياستها الاقتصادية كما يشير تولي ألون إلى عدم وجود رغبة لدى الحكومة في تصفية المقربين من داود أوغلو".

وفي ختام مقاله قال ياشا إن "رئيس بلدية قيسري السابق مهمت أوز هاسكي عُيِّن في التشكيل الوزاري الجديد وزيرا للبيئة والتخطيط العمراني. وهو أحد المقربين من رئيس الجمهورية السابق عبد الله غول، ويعد من أفضل رؤساء البلديات وأنجحهم. وانتخب أوز هاسكي نائبا عن محافظة قيسري في الانتخابات البرلمانية التي أجريت في السابع من يونيو/ حزيران 2015 وتمت إعادة انتخابه في الانتخابات المبكرة التي أجريت في الأول من نوفمبر/ تشرين الثاني 2015، بعد أن تولى رئاسة بلدية قيسري لمدة طويلة تمتد من يونيو/ حزيران 1998 إلى فبراير/ شباط 2015، ما يؤكد أن بن علي يلدريم خلال تشكيله للحكومة الجديدة واختياره للوزراء قدَّم التمتع بالكفاءة والخبرة على اعتبارات أخرى".

وكان رئيس الوزراء التركي الجدبد بن علي يلدريم، قدَّم التشكيل الوزاري للحكومة التركية إلى رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان، الثلاثاء الماضي، وبعد مصادقة الأخير عليه خرج أمام الكاميرات باعتباره رئيس الوزراء الجديد، ليعلن أسماء الوزراء والحقائب الوزارية التي سيتولونها في الحكومة التركية الخامسة والستين.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!