فخر الدين ألتون – صحيفة صباح - ترجمة وتحرير ترك برس

بمرور الأيام يصبح أعداء تركيا الداخليون أكثر تهميشا ووحدة، وكلما ازدادت وحدتهم يزدادون تطرفا.

هذه الشريحة التي تعرف جيدا كيف تستغل كل فرصة وكل حدث ليصب في مصالحها ويسبب الضرر للدولة والأمة التركية. ولذلك نراهم يصفقون للأحداث الإرهابية التي ازدادت وتيرتها منذ تموز/ يوليو الماضي ويجملون الأحاديث وينمقونها ويدعون أن "سياسة أردوغان الخاطئة" هي السبب الأساسي فيما تتعرض له البلاد.

وهم بذلك يمنحون الأحزاب الإرهابية الدعم المعنوي والتأييد النفسي. ولا يدّخرون جهدا في سبيل جر البلاد إلى وحل الحرب الداخلية. وفي سبيل ذلك يعملون على إثارة الشعب الذي تنبه لحيلهم ومكرهم وتبين أنه تحت مسمى "عداء أردوغان" تحدث مبالغات كثيرة تقود إلى"عداء تركيا" الأمر الذي دفع بالشعب لوضع حد لهم وليقول "إلى هنا وكفى". فالشعب أبطل المرة تلو الأخرى حيل التنظيم الموازي ومن بعده جماعة غيزي بارك ومن ثم بقايا الأحزاب الإرهابية وشراذمها.

لكن أعداء الوطن الداخليون يدوسون بعناد وتكبر كل ما هو مقدس عند هذا الشعب ولا يلقون لمشاعر الشارع التركي أي أهمية، حتى إنهم أصبحوا يشكلون تهديدا لوحدة الوجود التركي وروح الاتحاد والتكاتف الوطني.

مؤخرا يحاول هؤلاء التسلق على قرار مجلس البرلمان الألماني اعتبار أحداث عام 1915م على أنها تطهير عرقي ضد الأرمن، ويحاولون تحقيق مكاسب ذاتية من هذا القرار.

البعض منهم أظهر شجاعة وخرج ليقول على العلن إنه يجد الصحة والصواب في هذا القرار، في حين أن القسم الآخر منهم يفرك يديه بحرارة توقعا منه أن يحشر هذا القرار أردوغان في الزاوية.

لكن مثل هذا الموقف لا يؤدي إلى شيء إلا إلى التعجيل بتهميشهم واستبعادهم عن الساحة والمجتمع. فالكثير من الشارع التركي شاهد الحيل والألاعيب ويعرف أن ألمانيا وفي سبيل التضيق على تركيا استخدمت صولجان "القضية الأرمنية"، فشريحة كبيرة من المجتمع التركي ترى أن تصرف وقرار ألمانيا هذا نوع من "إعلان العداء". فالقرار تم تقيمه على أنه أحد مواقف  النفاق الألماني المستمر على محاولات تركيا دخول الاتحاد الأوروبي.

البرلمان الألماني وبقراره هذا كشف للعالم من جديد عن الفكرية الأوروبية "الممتعضة ثقافيا" و"العنصرية" التي تستحوذ على ألمانيا وكل الدول الأوروبية. فرغم كل التصرفات والمواقف التركية الهادفة إلى منفعة الجميع على أساس المصالح المشتركة ورغم المساعي التركية للاتحاد والوحدة والانسجام إلا أن الأوروبيين يتخذون دائما خطوات عنصرية أحادية الجانب تهدف إلى إبعاد تركيا عنهم.

في خضم هذه الأحداث جميعها يسجل رئيس الجمهورية رجب أردوغان من جديد موقف زعامة سياسية من خلال حرصه على "وحدة الوطن" ومن خلال مساعيه الرامية إلى "المصلحة الوطنية". فأردوغان ومنذ عام 2002م يتبع سياسة شفافة وواضحة بخصوص الاتحاد الأوروبي. وفي سبيل إقامة علاقة سليمة مع الاتحاد الأوروبي يعمل على طرفين في آن واحد، فمن جهة يسعى إلى اقناع المجتمع التركي ومن جهة أخرى يعمل على إقناع المسؤولين الاوروبيين. وفي حين نجح أردوغان بإقناع الشعب التركي بفكر الاتحاد الأوروبي وفكرته إلا أنه لم يستطع إقناع المسؤولين الأوروبيين الذين يضعون العراقيل بشكل متواصل أمام انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي. فالأوروبيون في بحث متواصل عن حجج وأكاذيب كان آخرها ورقة "الأرمن".

ولهذا السبب وعلى مدى الفترة السابقة ينتقد أردوغان المواقف العنصرية وغير المسؤولة الصادرة عن ألمانيا خصوصا وعن الاتحاد الأوروبي عموما. فهو ينتقد اللامسؤولية بخصوص القضايا الإنسانية الحساسة وعلى رأسها موقف أوروبا من القضية السورية.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس