غونيري جيفا أوغلو - صحيفة ملييت - ترجمة وتحرير ترك برس

لقد آلمنا مرة أخرى التفجير الإرهابي الذي حصل في إسطنبول، وندين الفاعلين ونترحم على هؤلاء الضحايا ونقدم التعازي لذويهم وأتمنى الشفاء للجرحى.

إن احتمال أن يكون حزب العمال الكردستاني "بي كي كي" وراء هذه الحادثة كبير جدا، لكن لايستطيع "بي كي كي" فعل هذه الجريمة لوحده بدون دعم خارجي وليس بإمكانه مواصلة هذه الهجمات بهذا الشكل المتهور.

تتجه أنظار المحللين السياسيين إلى أمريكا الداعمة والموجهة لتنظيم "بي كي كي" بشكل مباشر ولكن لا أحد يستطيع القول بذلك، حتى أن السفير الأمريكي قد أدان هذا التفجير الإرهابي فورا من خلال تصريحاته.

لكن من الواضح لدى الجميع أن أمريكا تدعم بشتى الطرق حزب الاتحاد الديمقراطي "بي ي دي" التابع لتنظيم "بي كي كي" في سوريا ولم تكتفي بذلك بل أزالت "بي ي دي" من قائمتها الإرهابية وذلك يؤدي إلى التفكير وبشكل تلقائي لحقيقة أن من تقف خلف تنظيم "بي كي كي" هي أمريكا.

سمعت أحد القادة الأمريكيين في الحكومة السابقة يقول هذه الجملة:

"لا يتم التخلص من تنظيم بي كي كي طالما أنه لم ينقطع دعمه الخارجي من الدول الكبيرة والصغيرة"

وبسبب هذا التصريح يجب تعقب آثار أمريكا بشكل دقيق.

يمكننا أن نبدأ:

فلنتذكر كيف سلمت أمريكا مؤسس تنظيم بي كي كي عبد الله أوجلان لتركيا عبر الحدود السورية وذلك  قبل عام 2002 أي قبل تولي حزب العدالة والتنمية الحكم، وأيضا فلنتذكر أن أوجلان من بعد سورية لم يستطع اللجوء إلى أي دولة أخرى فقط قد استطاع البقاء لأيام في موسكو، روما وأثينا، وبعد فترة من الزمن أخذه الأمريكان من السفارة اليونانية في أفريقيا معصب العينين إلى المطار ومن ثم إلى طيارة تركية خاصة وهناك سلموه إلى الإستخبارات التركية وبعد ساعات قليلة أصبح أوجلان في تركيا وكان آنذاك بولنت أجاويد رئيسا للوزراء وحسب مصادر قريبة من أجاويد علمت أنه تفاجأ بهذه الهدية الأمريكية حينها فقال: "لا أستطيع أن أفهم لماذا أمريكا فعلت هذا".

هنا علينا التوقف قليلا والتفكير. لماذا سلمت أمريكا أوجلان الشخص الأول في تنظيم بي كي كي لتركيا، وبالتالي قصمت ظهر بي كي كي.

الآن نفس الشيء كيف تدعم أمريكا تنظيم "بي ي دي" التابع لننظيم بي كي كي في سورية؟

وأتابع فأقول "إن أمريكا بالرغم من علمها أن أغلبية قيادة تنظيم بي ي دي هم أفراد من تنظيم بي كي كي فهي مستمرة بتقديم الدعم اللوجيستي لهم رغم رؤيتها لعودة تنظيم بي كي كي من جديد، كيف ولماذا تفعل ذلك؟".

"ومالذي جرى بين أنقرة وواشنطن الفترة السابقة حتى غيرت أمريكا موقعها 180 درجة؟".

من أجل القضاء على تنظيم بي كي كي من الضروري قطع دعم الدول الصغيرة والكبيرة التي تدعمه وإذا أردنا الابتداء فمن الضروري البدء بأمريكا، ولهذا فإن من الأولويات البحث عن أجوبة للأسئلة أعلاه.

فلنتأمل، عندما كان "أوجلان" أول هدية أمريكية، فتنظيم "بي ي دي" هدية من؟

من أين إلى أين...

عن الكاتب

غونيري جيفا أوغلو

كاتب في صحيفة ملييت


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس