أكرم كيزيلتاش – صحيفة تقويم – ترجمة وتحرير ترك برس

تُعد إسرائيل دولة رغم أنه يجب أنْ لا تكون كذلك حسب القوانين الدولية، لأنها تخالف حتى القرارات التي أصدرتها الأمم المتحدة والتي جعلت منها دولة، واستمرت في مخالفتها لكل القوانين والأنظمة الدولية منذ وجودها، كالحصار الذي تفرضه الآن على قطاع غزة وغيره من الأمور المماثلة.

كنا نسمع بأنّ الطرفين التركي والإسرائيلي توصلا إلى اتفاق إعادة تطبيع العلاقات خلال أعوام 2012 و2013، لكن على ما يبدو إسرائيل انتظرت على أمل الحصول على نتائج أفضل مستغلة أحداث غزي بارك، وهذه الأحداث هي من تسببت بتعطيل قطار إعادة العلاقات. لكنها لم تُفلح في الحصول على ما تريد، ولذلك اضطرت في الأخير لتوقيع الاتفاقية بعد فقدانها أي آمال ممكن أنْ تغير الظروف لصالحها.

ولا تزال الأحاديث والنقاشات تدور حول "التصالح" التركي الإسرائيلي، وأكثر المحللين يشيرون إلى أنّ السبب الرئيسي لإعادة العلاقات، يكمن في حاجة الطرفين إلى نقل غاز شرق المتوسط إلى أوروبا. ولا بدّ من التأكيد على أنّ نقل هذا الغاز ليس غاز غزة فحسب، وإنما هو حقل غاز مشترك بين مصر وغزة وإسرائيل ولبنان وسوريا وقبرص وتركيا.

لو أننا انتظرنا ستة سنوات أخرى، وافترضنا أنّ إسرائيل ستعاني أكثر بسبب عدم تطبيع العلاقات مع تركيا، لقلنا حينها بأننا ربما نحقق حلمنا برفع الحصار كاملا عن قطاع غزة، لكن هل هذا سيعني أيضا معاناة أكثر لأهالي غزة خلال هذه الأعوام؟ لا نعلم.

وهناك البعض من يشير إلى أنّ الإعلام ينقل بصورة مبالغة نوعا ما حقيقة الأوضاع في غزة، وربما هذا فيه شيء من الصواب، فمع أنّ السكان يعيشون في سجن مفتوح هو الأكبر في العالم، لكن باستطاعتهم بطريقة ما الاستمرار بالحياة ويصبروا لفترة أطول.

لكن اعتقد أنّ ما سأكتبه بعد قليل من حقائق الحياة في غزة، سيكون كافيا لمعرفة ما يواجه أهالي قطاع غزة تحت الحصار:

حقائق غزة...

نسبة البطالة تصل في غزة إلى 50% في المجمل العام، وتصل إلى 58% في فئة الشباب بين 20-24 عام، ويعيش أكثر من 100 ألف مواطن في بيوت غير بيوتهم بسبب المنازل المدمرة.

يشكل الأطفال تحت 18 سنة نصف عدد سكان قطاع غزة، ويوجد 300 ألف طفل يعاني من مشاكل نفسية بسبب فقدان أحد أقاربه، أو بسبب عمليات القصف التي جرت خلال الحروب. كما يعاني قطاع غزة من أزمة غذائية بسبب ما قامت به الجيش الإسرائيلي من القضاء التام على الأراضي الزراعية، إلى جانب عمليات قصفه للمساجد والمدارس والمساكن.

كما أنّ إسرائيل تتحكم بشكل تام في صادرات وواردات قطاع غزة، ولذلك فإنّ التصدير من غزة أصبح أمرا شبه مستحيل. كما أنّ 85% من مياه بحر غزة ممنوع فيها الصيد، ويتوفر التيار الكهربائي لمدة 8 ساعات يوميا على الأكثر، مما يعرض الأجهزة في المستشفيات للضرر، ويزيد الخطر على حياة المرضى، والأمر مماثل خصوصا لمرضى غسيل الكلى، كما يوجد صعوبات جمة في تأمين مياه شرب نظيفة.

هذا هو واقع الحصار في غزة، فكيف للشعب هناك أنْ يستمر لسنوات أكثر، لو لم يتم توقيع اتفاق تطبيع العلاقات الذي يتضمن تخفيف الحصار عن السكان الذين يعيشون في ذلك السجن المفتوح.

عن الكاتب

أكرم كيزيلتاش

كاتب في صحيفة تقويم


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس