حسين غولارجا – صحيفة ستار - ترجمة و تحرير ترك برس

في نهاية المطاف إن الاعتداء الإرهابي على مطار أتاتورك والذي راح ضحيته 44 شخصاً أصيب 239 أخرين بجروح، يحمل طابع داعش هذه المرة بعد اعتداء بي كي كي.

إذ لم تتعرض منطقتنا كدولة وأمة من قبل إلى اعتداء مقيت، وظالم، ووحشي خلال حقبة الجمهورية كالذي تتعرض له الآن.

فقد تحول الإرهاب إلى أداة تهدد استقرارنا، ووحدتنا، وإخاءنا. بالإضافة إلى استخدام الإرهاب في تركيا كأداة لدى مراكز القوى العالمية الساعية إلى التحكم بتركيا من الخارج، والمجالس العسكرية الوصية من الداخل. ودليل ذلك الانقلابات العسكرية السابقة.

تبدو الصورة الكبيرة كالتالي: هناك رغبة في إثارة الخوف لدى عامة الشعب وإحداث فوضى من خلال موجة إرهابية عنيفة تؤدي إلى خسارة المجتمع أرواح المدنيين والعسكريين بعبوات ناسفة يدوية الصنع، وقنابل متتالية. والهدف؛ تشكيل حكومة ضعيفة، وإقامة إئتلاف بين حزب العدالة والتنمية وحزب الشعب الجمهوري، بذريعة تسلط أردوغان فيما بعد...

حيث تعمل وسائل إعلامية مشهورة كطابور خامس لتحقيق هذا الهدف. وذلك بنشر دعاية يومية عن عدم التصدي للإرهاب، وإفساح السلطة المجال لإرهاب داعش، وعدم وجود مخابرات، والتخلص من الخلل الأمني، أو استقالة أحد، إلى جانب عملية الادراك التي ينفذونها. وبالطبع فإن مطالبتهم الشديدة بالاستقالات ليست بهدف منع الإرهاب، بل بهدف إظهار عجز الحكومة. ولكن النوايا على عكس ما يقال.

فقد أسقطت الحقبة التي شهدناها القناع عن ثلاثة مراكز بالداخل والخارج. 

الأول، سقوط قناع جماعة غولن. فقد أظهر فتح الله غولن وجهه الحقيقي للمرة الأولى خلال أزمة جهاز المخابرات التركية في 17 من شهر شباط 2012. وفي محاولة إنقلاب الـ 17/25 كانون الأول 2013 وبعد أربعة أيام كانت وثيقة الغدر بموضوع شاحنات المخابرات التركية. لأن كيان غولن يبذل حالياً كل ما في وسعه من أجل عرقلة الحرب على الإرهاب. كما يحاول معارضة رئيس الجمهورية وحكومة حزب العدالة والتنمية في كل مكان بالعالم وعلى رأسها واشنطن، وموسكو، وبروكسل. وينكر بإصرار دعمه للتنظيمات الإرهابية. كما كرر فتح الله غولن قول ذلك في التعذية التي نشرها بشأن الاعتداء على مطار أتاتورك: "من المستحيل في الواقع التفائل بمناخ لا ينال فيه محاربة الشبكات الإرهابية الأولوية، مع التضحية بالأمن ورجاله، وفتح جميع الأبواب للإرهاب والإرهابيين..." أي أن غولن المتحدث عن "الإرهاب" دون الإشارة إلى "داعش" و "بي كي كي" يتهم الحكومة مباشرة.

أما القسم الثاني الذي كشف قناعه، فهم أعداء أردوغان العنيدين الموصوفين بأنهم "ديمقراطيون، وأحرار، ومتنقلين". وهؤلاء أيضاً لا يقولون بي كي كي، بل إرهاباً. والوشاة إلى الخارج بأن تركيا تقتل الأكراد، ومتهمي الدولة في الحرب مع بي كي كي. والداعمين لحزب الشعوب الديمقراطي إلى جانب نسخة جذابة عن "حزب تركيا" قبيل الـ 7 من حزيران حتى لا تكون السلطة خالصة لحزب العدالة والتنمية وحده. والمتحمسين في مقالاتهم الصادرة حالياً في صحف حرييت وجمهوريت وسوجو للدعوة لرحيل أردوغان. ولكن هؤلاء ليسوا ديمقراطيين ومتحررين إطلاقاً. وإن حدث إنقلاب اليوم فإنهم سيكونون داعمين له بضجة إعلامية كبيرة. لأنهم فاشيون وانقلابيون وأوصياء وممثلين للغرب بوصفهم خلاصات معارضة لرغبة الشعب منذ عام 1950.

ويعد ممثلو الحركة السياسية الكردية القسم الثالث الذي سقط قناعه. وهؤلاء يدعمون تخريب تنظيم بي كي كي الإرهابي لعملية التسوية التي أجرتها الحكومة المتضمنة عدم بكاء الأمهات، ومشروع الأخوة، ووحدة الأمة، والانفتاح الديمقراطي. والإعلان بأنهم ذراع في مجلس  بي كي كي/ مجموعة في المجتمعات المحلية في كردستان من خلال التواجد في جنازات الإرهابيين وإلقاء المواعظ على رأس توابيتهم. وبذلك أصبح الثلاثة الآن كتفاً لكتف سوية بلا أقنعة.

عن الكاتب

حسين غولارجا

صحفي تركي


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس