ترك برس

قال مسؤولون أمريكان، إن إدارة العلاقة بين الجيش الأمريكي ونظيره التركي ستكون صعبة في ضوء الاتقسام داخل الأخير حول رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان، وتؤثر في العلاقات بين البلدين، ما سيعرفل التعاون حول الملف السوري وقضايا أخرى.

جاء ذلك في تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية التي رأت أن عملية الانقلاب الفاشلة يوم الجمعة، بدا أثرها واضحا على الحملة ضد تنظيم الدولة في العراق وسوريا، من خلال إغلاق القاعدة الجوية أنجرليك.

ونقلت صحيفة "عربي21" عن نيويورك تايمز إن "من المفارقة لجوء الرئيس التركي أردوغان لحرب العصابات الإعلامية، عندما شن الجيش انقلابا ضده يوم الجمعة، حيث بث خطابا من خلال تطبيق (فيس تايم) على جهاز (آي فون)، وطلب من الأتراك معارضة المتآمرين، ولم يكن أردوغان مؤيدا لحرية التعبير، فقد سيطر بقسوة على الإعلام، وقيد حقوق الإنسان وحرية التعبير".

ورأت نيويورك تايمز أن الأحداث الدموية والفوضوية في اليومين الماضيين تشير إلى أن أردوغان سيصبح قويا ومصمما على الانتقام، وسيستغل الأزمة لسحق، ليس المتآمرين من الجنود، بل المعارضين من اليسار، مشيرة إلى تهديده عندما قال: "سيدفعون الثمن الغالي"، وقوله: "هذه المحاولة هي منحة إلهية؛ لأنها ستساعدنا على تطهير الجيش".

وتلفت الصحيفة إلى أن الجيش التركي لديه تاريخ في القيام بانقلابات للدفاع عن العلمانية، مستدركة بأنه رغم أنه لم يسيطر على السلطة مباشرة منذ عام 1980، إلا أن توترا طويلا ساد بين الجيش وحزب العدالة والتنمية، الذي يقوده أردوغان، وهو الحزب المتجذر في الحركات الإسلامية.

وشهدت العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول، في وقت متأخر، من مساء أول أمس الجمعة، محاولة انقلابية فاشلة، نفذتها عناصر محدودة من الجيش، تتبع لـ"منظمة الكيان الموازي" الإرهابية، التي يقودها "فتح الله غولن"، حاولوا خلالها إغلاق الجسرين اللذين يربطان الشطرين الأوروبي والآسيوي من مدينة إسطنبول (غرب)، والسيطرة على مديرية الأمن فيها وبعض المؤسسات الإعلامية الرسمية والخاصة.

وقوبلت المحاولة الانقلاب الفاشلة، بإدانات دولية، واحتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات، إذ توجه المواطنون بحشود غفيرة تجاه البرلمان ورئاسة الأركان بالعاصمة، والمطار الدولي بمدينة اسطنبول، ومديريات الأمن في عدد من المدن، ما أجبر آليات عسكرية كانت تنتشر حولها على الانسحاب مما ساهم بشكل كبير في إفشال المخطط الانقلابي.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!