صالح تونا – صحيفة يني شفق - ترجمة وتحرير ترك برس

ليس هذا هو الوقت المناسب لمناقشة كيفية تحول اتباع فتح الله غولن إلى "موظفين" أو مناقشة ما الذي تم استغلاله من قبلهم أو ما هي المفاهيم الدينية التي حطموها واستغلوها لبناء أرضية اجتماعية لهم، فهذا الحديث عن الأرواح والجن والسحر والشعوذة والحديث عن الخرافات وما شابهها يمكن أن يشكل مادة دسمة تستغل في الإعلام الغربي خصوصا وتشكل أرضية لدعاية إعلامية سوداء.

أما الأمر الذي ينبغي أن يدركه الجميع ويتفهموه وأن لا يغيب عن الأذهان ولو للحظة خاصة ونحن نتعرض لهجمة شرسة، هو أن جماعة غولن الإرهابية هي مؤسسة تابعة لوكالة الاستخبارات الأمريكية، وتسرب هذه الجماعة إلى أجهزة الدولة في تركيا يعود إلى أعوام الستينات من القرن الماضي. هدف هذه الجماعة او هذه المؤسسة والتنظيم الاستخباراتي هو الدولة التركية وخطر هذا التنظيم لم ينتهي بعد. كما يجب أن لا ننسى أن الهدف من انقلاب الخامس عشر من تموز/ يوليو هو رجب طيب أردوغان، فالتنظيم على ما يبدو لم يكن ليتوانى عن تنفيذ محاولة اغتيال لأردوغان والعياذ بالله.

لا يمثل رجب طيب أردوغان لهذه الدولة رئيس جمهورية أو رئيس وزراء منتخب من قبل الشعب، بل هو رمز وشعار لفكر "شعب واحد، علم واحد، وطن واحد، دولة واحدة".

فهذه الطائفة التي تسعى إلى اشعال فتيل حرب داخلية تتسبب بمقتل الألوف من أبناء هذا الشعب وبتفتيت هذه الدولة وبعثرتها لم تتخلى عن هدفها ولم تتراجع عن مساعيها ولذلك اتخذت من أردوغان هدفا لها.

نعم إنهم لم يتخلوا عن أهدافهم ولعل أكبر دليل على ذلك تجاهل الإعلام الغربي والأمريكي للهجوم الإرهابي الذي نفذته عناصر إرهابية بالزي العسكري ضد أبناء الشعب التركي الذي وقف في وجه الإرهاب، ومحاولة هذا الإعلام التبرير للإرهابيين الانقلابيين هو دليل آخر. "ويمكننا أن نفهم من ذلك أنه لو كُتب لمحاولة انقلاب الخامس عشر من تموز النجاح لكان الغرب سيصفق لهم كما فرح وصفق لانقلاب السيسي في مصر".

مختصر قولي إن هذه الجماعة وفي سبيل لفت أنظار العالم وتغيير قناعة الناس تقوم بدعاية وبروباغاندا تفوق وتنافس دعاية غوبلز والحزب النازي في ألمانيا. فهم من الخبث والدهاء لدرجة الادعاء أن المقاومة التي أبداها شعبنا بشرطته وعساكره وتقديم 246 شهيد هي مسرحية وتمثيلية. الحمد لله أن ادعاءاتهم ودعايتهم لم تصب الهدف وأنهم ظهروا بموقف حرج ومضحك.

اليوم يحاولون الترويج لدعاية من نوع "صياد الساحرة... التعذيب..." بهدف زرع الفتنة والاضطراب بين صفوف شعبنا الصامد في وجه الإرهاب وتشويه هذا الصمود.

مثل هذه الدعايات والإشاعات لم يكتب لها الانتشار أو القبول في الداخل التركي ولا يمكن أن يحدث هذا أصلا. لأننا كلنا عايشنا وكأمة واحدة تلك الليلة المظلمة التي طارت فيها طائرات "F-16" فوق رؤوسنا وشاهدنا القسوة من الدبابات. وبالتالي ولعلهم بذلك حاولوا الترويج من خلال صحفهم مثل صحيفة "سوزجو" لدعاية من نوع آخر ألا وهي أن المسؤول عن دخول وتسرب أعضاء تنظيم فتح الله غولن في شرايين الدولة التركية حتى وصولهم إلى مواقع حساسة هو حزب العدالة والتنمية، وهدفهم من هذه البروباغاندا خلق الانهزامية في روح الشعب الصامد.

لقد كتبت سابقا وسأعيد ذلك مرارا وتكرارا: إن تسرب امتحانات المدارس العسكرية ووصولها ليد تنظيم غولن قد بدأ منذ عام 1986م.

علاوة على ذلك، إن المروجين لمثل هذه الإشاعة لم يساندوا ممارسة الجماعة أو يتبنوها منذ عام 2013م وهم الآن يحاولون فقط استغلال كل ما يمكن استغلاله بما في ذلك حادثة محاولة الانقلاب. حتى أنهم في السابق وفي سبيل عرض منستبي جماعة غولن على القضاء وإدانتهم قضائيا سارعوا إلى المحاكم. خلاصة قولي إن الجماعة وفي سبيل حماية كينونتها وحدودها العامة تحاول أن تكون في الطليعة في كل شيء بشكل ينم عن المكر والدهاء والخبث.

أسألكم بالله عليكم ما بال هؤلاء الذين يتجنبون قول "جماعة فتح الله غولن الإرهابية – فيتو" ويتسألون عن أي انقلاب نتحدث ويقولون "لا انقلاب ولا إملاءات"، ما بالهم؟

أن تنصب نفسك محامي دفاع عن جماعة غولن أليس هذا دليل على الذل والانحطاط؟

أليس إمطار الشعب بالقنابل وسحق أبنائه بالدبابات والتعدي على إرادة الشعب في اختياره ونتيجة انتخابه ضربًا من الشيطنة؟

إذا كان هناك من سيتم التحقيق معه أو من سيتم الحديث معه فهو هذه الشيطنة وهذه الشياطين!

عن الكاتب

صالح تونا

كاتب في صحيفة يني شفق


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس