أحمد كيكيتش - صحيفة ستار- ترجمة وتحرير ترك برس

تسببت محاولة الانقلاب الفاشلة التي قام بها تنظيم غولن في تخريب العلاقات التركية - الأمريكية، مع العلم أن هاتين الدولتين حليفتان قويتان في حلف الناتو.

ويعكس الإعلام الأمريكي أصداء السياسيين الأمريكيين بشأن تركيا، فقد صدرت عن أحد وسائل الإعلام الداعمة للمرشح الجمهوري ترامب أخبار تطالب بإعادة غولن لتركيا "لن نتخلى عن حليفتنا تركيا ونطالب بضرورة تسليم زعيم هذا التنظيم الإرهابي في أسرع وقت إلى تركيا".

أما بالنسبة للمرشحة الديمقراطية كلينتون فهي مع إبقاء غولن في أمريكا وعدم تسليمه.

وفي خضم هذه الجدالات يأتينا البارحة خبر افتتاح مدرسة جديدة للكيان الموازي في أمريكا، فقد سمحت السلطات الأمريكية لمنظمة الكيان الموازي الإرهابية بفتح مدرسة جديدة لها في قاعدة نيليس الجوية العسكرية بولاية لاس فيغاس.

وخلال حفل افتتاح المدرسة التي حملت اسم "أكاديمية كارول للعلوم"، قام قائد القاعدة الجوية العقيد "وليام نورتون" بتقديم مفاتيح المدرسة إلى مديرها "أرجان أيدوغان"، لتبدأ المدرسة فعالياتها للعام الدراسي الجديد اعتباراً من 22 آب/ أغسطس المقبل.

مماسبق نستنتج:

أن حملة التحريات المزيفة التي قامت بها شبكة "الأف بي أي" الأمريكية ليست من أجل مراقبة تصرفات جماعة غولن في أمريكا بل من أجل تأمين وتسهيل قيام الجماعة بفعاليتها ونشاطاتها والأصح من ذلك أنها تقوم بتدعيم أمنها، وتبين لنا هذه الجهود الرامية لحماية هذه الجماعة التالي:

"أمريكا لن تعيد فتح الله غولن إلى تركيا"

بعد ذلك سوف تظهر أمريكا للرأي العام العالمي أن تركيا بحملتها التطهيرية لجماعة غولن تنتهك الحقوق والحريات وبحجة هذا سوف تبرر عدم إمكانية إعادة غولن لتركيا.

لقد ضبط غولن بالجرم المشهود بقيادته لمحاولة الإنقلاب الفاشلة ودمر نفسه وفضح شريكته أمريكا.

في بداية الأمر اعتقدت أن أمريكا أحست بانتهاء صلاحية رجلها فتح الله غولن وأنه بدأ بإضرار العلاقة بين أمريكا وتركيا وأن أمريكا لن تظهر مسامحة بعد الآن وسوف تضطر إلى تسليمه لتركيا، لكن الأمر ليس بالسهل كما كنت أعتقد، لكن تغيرت قناعتي عندما رأيت الرد القوي من طرف رئيس الجمهورية أردوغان ردا على تصريحات قائد الوحدات المركزية الأمريكية "جوزيف فوتل": "كنا على تواصل مع القادة الأتراك المعتقلين في السجن"، هذه التصريحات الدالة على علاقة أمريكا بالانقلابيين.

وتعد هذه التصريحات إشارة لإبتداء حملة من طرف أمريكا وأوروبا مفادها "تركيا تنتهك الحقوق والحريات خلال عملياتها التطهيرية لجماعة غولن"، ويمكننا ملاحظة بدء بعض الإعتراضات من الداخل التركي وبالتحديد من صحيفة الجمهورية المقربة من تنظيم الكيان الموازي على عمليات التطهير التي تقوم بها الدولة.

هل تتوقعون من أمريكا التي دعمت انقلابي الكيان الموازي  نظريا ولوجستيا وأمنت لهم اللجوء إليها في حال فشل الانقلاب أن تتخلى عن رجلها فتح الله غولن بسهولة؟

فلنتكلم عن الخيارات الأخرى غير مسألة إعادة غولن:

1. نقل غولن إلى دولة لا توجد بينها وبين تركيا اتفاقية تسليم الإرهابيين والسماح له بالإقامة هناك بإشراف الإستخبارات الأمريكية.

2. قتل غولن أو إخفاؤه من أجل التخلص من تعقب الإستخبارات التركية كما فعلت أمريكا مع أسامة بن لادن، فقد دفنوه مع أسراره قبل أن تتألم أمريكا أكثر.

عن الكاتب

أحمد كيكيتش

كاتب في صحيفة ستار


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس