ترك برس

استعرض الكاتب الصحفي السوري "أحمد كامل"، تحليلًا حول السيناريوهات التي تكررها الولايات المتحدة الأمريكية في سوريا، مشيرًا أن الشعب السوري يحرر مدينة ما من يد النظام بضعوبة وتضحيات هائلة، ثم تأخذ داعش المدينة برضا وصمت وتواطؤ دولي، وبعد ذلك يقصف الأمريكي والغربي المدينة حتى يسويها بالأرض ويقتل ويهجر جزء كبيرا من سكانها.

وفي تدوينة نشرها كامل على حسابه الشخصي في موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، قال إن منبج مدينة عربية شمال سورية، تحررت من نظام الإبادة الأسدي، ونظمت نفسها وحكمت نفسها، فهاجمتها "داعش" تحت سمع وبصر وتواطؤ وصمت العالم كله، بعد أن دخلتها داعش صار الأمريكي يريد تحريرها، ذهب أهلها إلى الأمريكي وقالوا له: نحن نحرر مدينتنا من داعش كما حررناها من النظام. قال الأمريكي: لا، من سيحررها هو حزب "بي كي كي" الكردي التركي الستاليني الإرهابي (المغطى مرة بإسم الاتحاد الديمقراطي ومرة بإسم قوات سورية الديمقراطية).

وأضاف الصحفي السوري: "أجبر مقاتلون من أبناء منبج على الخضوع والدخول تحت حكم "بي كي كي"، وبدأ هجوم الأمريكان وحلفاؤهم، وكان البككة يعمل مرشداً للطائرات الأمريكية والفرنسية، وكان يعطيهم إحداثيات الأماكن الأكثر كثافة بالمدنيين العرب على أنها مواقع لمقاتلي داعش، وقتل بهذه الطريقة الإجرامية الإبادية، ألوف العرب".

وأوضح أنه "بعد أن دمر الطيران الغربي منبج، خرج مقاتلو داعش من المدنية، ودخلتها "بي كي كي" الكردية (75% من عناصرها أكراد أتراك وإيرانيين وعراقيين) لتضمها إلى مشروع بناء كيان كردي في شمال سورية، تتجاوز مساحته كثيراً مساحة المناطق ذات الأغلبية السكانية الكردية، يقطع كل صلة برية بين سورية وبين تركيا وأوربا، ويسيطر بالقوة على منابع المياة ومنابع النفط وأهم المحاصيل الاستراتيجية في سورية، ويتحول إلى قاعدة لمحاربة تركيا وإلحاق كل أشكال الأذى بها".

وأشار إلى أن كثير من المثقفين السوريين والعرب يؤيدون ما حصل لأن الإرهابي "بي كي كي" بنظرهم أفضل من الإرهابي الداعشي، نفس السيناريو تكرر عشرات المرات في سورية: مدينة يحررها السوريون من يد النظام بصعوبة وبتضحيات هائلة، تأخذ داعش المدينة برضا وصمت وتواطؤ دولي.

وبعد سيطرة داعش على المدينة يقصف الأمريكي والغربي المدينة حتى يسويها بالأرض ويقتل ويهجر جزء كبير من سكانها، وخاصة السنة العرب والسنة التركمان، يدخل "بي كي كي" متخفياً وراء أسماء جميلة، ونساء جميلات، تلتقط شركات دعاية هوليودية أجمل الصور للسيدات الجميلات وهن ينقذن المسلمين العرب من يد وحوش داعش، ويصفق الجمهور والمتفرجون، وتضيع مدينة عربية أخرى مثلما ضاعت القدس وعكا ويافا.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!