ترك برس

كشف الأمير السعودي الوليد بن طلال سبب اختياره لتركيا مكانا لقضاء عطلته الصيفية، مؤكدا أن الصديق وقت الضيق، وأن سبب قدومه إلى تركيا لإظهار الدعم السياسي والاقتصادي لها، بعيد محاولة الانقلاب الفاشلة، وكذلك دعما للرئيس أردوغان.

جاء ذلك في لقاء صحفي خاص أجراه بن طلال مع صحيفة حرييت، من مركز قضائه لعطلته في ولاية أنطاليا التركية، تطرق فيها إلى سبب زيارته إلى تركيا بالذات بعيد محاولة الانقلاب الفاشلة.

وجاء الحوار الصحفي على الشكل التالي: 

العديد من السياسيين ورجال الأعمال والفنانيين ألغوا رحلاتهم المقررة إلى تركيا بسبب محاولة الانقلاب، هل نفهم سبب حضوركم إلى تركيا كرسالة دعم للديمقراطية، وكذلك دعما للأمان؟

أنا في كل عام أقوم بزيارة إلى ولايات مختلفة من تركيا، "إسطنبول، أنقرة، طرابزون، بودروم....وكنت قد اتخذت قرارا قبل محاولة الانقلاب بزيارة أنطاليا، لكن بعد المحاولة الفاشلة قلت لنفسي: "علي أن أذهب إلى تركيا مباشرة"، نحن ضد أن تقوم مجموعة أشد خطرا من داعش بتهديد تركيا.

هل تقصدون من ذلك جماعة "فتح الله غولن"؟

نعم نحن نرى هذه الجماعة أشد خطرا من داعش، ذلك لأن داعش عدو ظاهري،  إلا أن هؤلاء أعداء بالخفاء، أنا الآن في تركيا دعما للرئيس أردوغان، فهو صديقي، وكذلك صديق العالم الإسلامي والعربي، كما أن أتاتورك هو مؤسس الجمهورية التركية الحديثة، فإن أردوغان مؤسس تركيا قرن الواحد والعشرين، إن تركيا تمثل الإسلام المعتدل، يمكنكم أن تفهموا أن سبب زيارتي هو لدعم السياسة والاقتصاد في تركيا، وكذلك دعم شخصي للرئيس أردوغان.

ما هي المجالات التي سنرى فيها دعم السعوديين لتركيا في مواجهتها لتنظيم الكيان الموازي؟

إن الملك سلمان شخصيا أجرى اتصالا هاتفيا بعيد محاولة الانقلاب الفاشلة، لتهنئة الرئيس أردوغان، كما تعلمون في مثل هذه المواقف حتى وإن كانت الدولة التي تتعرض لهكذا محاولة صديقة للسعودية، تقوم المملكة بتحذير مواطنيها من السفر إلى تلك الدولة، ولكن لم يتم هذا التحذير فيما يخص تركيا، فكما أن المواطنين الأتراك انكبوا إلى الشوارع بشجاعة للتصدي لمحاولة الانقلاب، أخبرت أصدقائي السعوديين بضرورة المجيء إلى تركيا لتقديم كافة أنواع الدعم لها.

قامت بعض الأطراف بالتلميح إلى أن السعودية لها يد في محاولة الانقلاب الفاشلة، فهل وجود أمير سعودي ولا سيما في هذا الوقت هنا في تركيا دليل على الثقة بالنفس لدى السعودية من عدم وجود يد لها في هذه المحاولة؟

لا يمكن للمملكة السعودية أن تدعم شخصا مقيما في بانسيلفانيا الأمريكية، لا يُعرف أصله، ضد دولة تعد شقيقة وصديقة لها مثل تركيا، ونحن بكل تأكيد نثق بأنفسنا، فأنا على معرفة بالسيد الرئيس منذ 1990، وأنا معجب به منذ ذلك الوقت، التقيت به أكثر من 10 مرات، إن الصديق وقت الضيق، فور سماعي لمحاولة الانقلاب أجريت اتصالات مع المستشارين الذين تمكنا من الوصول إليهم لتأكيد دعمنا له.

تُعرفون بأنكم من دعاة الليبرالية، ما هو رايكم فيما يخص العلاقة بين الديمقراطية والإسلام، فأين ترون التجربة التركية في هذا المجال؟

بعضهم يدعي أن الإسلام والديمقراطية لا يجتمعان، ولكن التجربة التركية أثبتت عدم صحة هذا الادعاء، وجاءت كإثبات مادي على أن الإسلام والديمقراطية يتعايشان، إن تركيا الآن دولة يحتذى بها، بإمكاننا أن نرى حجم إدراك تركيا للديمقراطية، في الإسلام الحقيقي هناك ما يسمى بالشورى، والشورى في حقيقتها هي الديمقراطية بعينها، وتعني أخذ رأي الجميع، وأرى أن الديمقراطية المطبقة في تركيا أقرب نموذج للشورى، بإمكاننا القول: إن التجربة التركية هي شورى قرن الواحد والعشرين.

ما هو المشهد الأكثر تأثيرا في نفسك خلال مرحلة محاولة الانقلاب؟

هناك مشهد أثر بي بشكل كبير، وهو عندما كان الرئيس أردوغان مشاركا في جنازة لأحد ضحايا المحاولة، وعلى يمينه الرئيس التركي السابق "عبد الله غل"، وعلى يساره رئيس الوزراء السابق "أحمد داود أوغلو" على الرغم من اختلاف الرؤى فيما بينهم في بعض الأحيان، إلا أنهم أثبتوا أنهم يد واحدة عند المصاعب، إن الأحداث المؤخرة أثبتت أن زمن الانقلابات في تركيا ولّى.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!