فخر الدين ألتون – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس

بعد فشل الانقلاب تناوبت التنظيمات الإرهابية في أعمالها الإجرامية وكأنها تقدّمون لإخوتها في الجريمة وهم يرفعون لها القبّعات! فشل تنظيم غولن بالمهمة فتقدّم حزب العمال الكردستاني وتبعه من بعدة تنظيم داعش. في البداية يجب أن نعلم أن تصرفاتهم هذه لم تنبع قط من إرادة حرة عندهم، إنما هي أوامر يأخذونها من أسيادهم المجرمين المضطجعين هناك في الغرب. بعد هذه التراجيديا يخرج علينا هؤلاء الأسياد ويقولون "تركيا قامت بالمذبحة وتدعم الإرهاب"!

يتحرك تنظيم غولن وحزب العمال الكردستاني وتنظيم داعش حسب ما تأتيهم من أوامر الأسياد وهم متحمسون لضعف تركيا بعد ضربة الانقلاب الفاشل الأخيرة، فهم يعتقدون أن الجمهورية التركية أصبحت ضعيفة إثر الدربكة الواسعة الناتجة من حملات التنظيف الكبيرة، وهذا هو المفهوم الخاطئ الأول عند هؤلاء الإرهابيين.

تعتقد هذه التنظيمات أن تركيا تعيش اليوم فراغًا سياسيًا مثل الفراغ الذي حصل بعد انتخابات 7 حزيران/ يونيو الماضي، ويريدون استغلال هذا الفراغ، لكنهم أخطؤوا في تقديراتهم هذه وبدؤوا بقتل الناس الأبرياء من أجل خلق أزمة وحرب أهلية تعصف بالبلد وتفتح لهم الطريق في تركيا نحو مشاريعهم الإقليمية.

أما المفهوم الثاني الخاطئ عند هذه التنظيمات فهو اعتقادهم بأن استراتيجياتهم هذه ستستطيع تأليب الناس ضد الحكومة، لكن الذي حدث هو عكس ذلك تماما، فالضربات الإرهابية من انقلاب التنظيم الموازي إلى الهجمات الدموية لحزب العمال الكردستاني وتنظيم داعش فتحت أعين الناس وزادت تمسك وإيمان الشعب بحكومته.

رغم كل الضربات المتلاحقة إلا أن الحكومة والدولة التركية ما تزال صامدة وواقفة كالجبال الراسيات، ولم تنجح كل الجهود وبالذات عمليات حزب العمال الكردستاني بمناطق الجنوب والجنوب الشرقي من تأليب وتوجيه الناس ضد الحكومة، كذلك فقد شارك كل الشعب وبقلب رجل واحد في التصدي لانقلاب التنظيم الموازي، ولو نظرنا إلى واقع الحال لوجدنا بأن تركيا اليوم أفضل وبألف مرة من حالها قبل الانقلاب بفضل الالتفاف الواسع والجهود الكبيرة المبذولة في تجاوز كل التحديات، فالمسيرة التي انطلقت منذ بداية هذه الألفية ستستمر ولن تتوقف رغم كل التهديدات والضربات الإرهابية بإرادة وتصميم كل الشعب والحكومة.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس