نهاد علي أوزجان - صحيفة ملييت - ترجمة وتحرير ترك برس

تركيا ما زالت مستمرة بدعمها لعملية "درع الفرات"، والاحتدامات السياسية والمعطيات العسكرية على الأرض تفيد بأن العملية لم تنتهي وسوف نستمر بها حتى تحقق أهدافها المرجوة، وفي هذه المرحلة لدى البعض حب الفضول في سؤالين هما: إلى متى ستستمر العملية؟ وماهي القوة المطلوبة لتنفيذها؟.

أجوبة هذه الأسئلة ممكن أن تحدد مستقبل ونتائج هذه العملية، ويمكننا أن نسأل أيضا: ما أهداف تركيا السياسية من هذه العملية؟ ماهي شكل المقاييس والصعوبات من أجل تحقيق هذه الأهداف؟ ماتأثير بقاء الجيش التركي في سورية؟

إن هذه العملية العسكرية تطبق في سوريا من أجل تحقيق أهداف تركيا السياسية ويمكننا تعديد هذه الأهداف كالتالي:

إيقاف تمدد تنظيم داعش و تأمين حدود البلاد، وإجبار تنظيمي بي كي كي-بي ي دي على التراجع لشرق نهر الفرات، ومنعهم من تنفيذ مخططهم بمحاصرة تركيا من الجنوب الشرقي، ووضع حد للتنظيمات الإرهابية في سورية المدعومة من قبل أمريكا وبعض الدولة الأوروبية، من أجل الجلوس بقوة على طاولة الحوار، ودعم المجموعات المعتدلة الصديقة على الأرض وكسب تعاطف الناس هناك، وتعم الفائدة على سياسة تركيا الداخلية بسبب هذه العملية لأن القوات المسلحة التركية سوف تنشغل بحماية الأمن القومي التركي خارج الحدود.

وفترة تحقيق هذه الأهداف السياسية المذكورة أعلاه متعلقة بالحرب الداخلية السورية، وإمكانيات الأطراف المتقاتلة، أهدافهم ونوايا داعميهم، واستراتيجية الصراع بشكل عام.

فالقوات التركية المسلحة تقوم بهذه العملية لتتصدى لجميع التهديدات والتأثيرات المتولدة عن غياب الدولة في الجارة سورية، ومهما بدت لنا هذا العملية عسكرية بحتة فالأهم في الأمر دعم المجموعات المعتدلة كالجيش الحر وبالتالي تحرير مناطق السكان المتضررين وكسب ودهم، وسوف يؤدي هذا التغير السياسي والعسكري في سورية إلى دعم الاستقرار لسنوات طويلة.

مدة استمرار عملية القوات المسلحة التركية وبقائها في سورية متعلق بأداء المجموعات المسلحة المدعومة وبمسار الحرب الداخلية السورية.

سوف تستمر عملية "درع الفرات" حتى ضمان إجماع كل الأطراف السورية على تشكيل نظام سياسي، وتجارب العراق،أفغانستان والبلقان أفضل مثال على ذلك، وبأحسن تقدير وحسب التوقعات سوف تستمر هذه العملية بأشكال مختلفة من 10 إلى 15 سنة.

عن الكاتب

نهاد علي أوزجان

كاتب في صحيفة ملييت


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس