مروة شبنم أوروتش – صحيفة يني شفق – ترجمة وتحرير ترك برس

انطلقت قواتنا العسكرية نحو مدينة حلب في عملية أسمتها "درع الفرات"، وبعد 11 يوم من انطلاق هذه العملية استطاعت قواتنا مع الجيش الحر الذي يقاتل معنا طردَ تنظيم داعش من مدينة جرابلس ومناطق أخرى كثيرة، فقد واجهت قواتنا والجيش الحر مقاومة من تنظيم داعش لكن استطاعت في النهاية التغلب عليهم ودحرهم إلى الوراء.

كانت قواتنا تنتظر ومنذ وقت طويل على طول الحدود من إعزاز إلى جرابلس، وعند لحظة الصفر انطلقت هذه القوات من مدينة كيليس نحو جرابلس ثم نحو مدينة الراعي في إطار المرحلة الثانية من العملية والتي استطعنا بموجبها السيطرة على مناطق بطول 20 كم وبعمق 25 كم، وتشهد المعركة كذلك مرحلة ثالثة انطلقت فيها القوات بشكل متزامن في عملية واسعة من الراعي لدفع تنظيم داعش إلى قواعده الخلفية.

ما تزال الأمور إلى الآن بسيطة وسلسة، لكن مع استمرار هذا التحرك والتوغل بشكل أكبر في العمق ستصبح الأمور أكثر تعقيدا مع تواجد جيش سوريا الديمقراطي واجهة حزب الاتحاد الديمقراطي في منبج، وإلى الآن ما زلنا ننتظر الرد الأمريكي وتعليقها على هذا التواجد، كما سنواجه مشكلة أخرى مع الرد الأمريكي المنتظر الذي سيحدد مستقبل الحلم الكردي بممر يعبر إلى غرب الفرات وحتى عفرين، فكيف يا ترى ستكون الردود الأمريكية؟

تُظهر تحركات وحدات حماية الشعب الكردي من مدينتي منبج وعفرين نحو مدينة الباب التي يسيطر عليها داعش أن حلمهم بالممر الكردي ما زال مشتعلا، كما ويرسل الموقف الكوميدي لروسيا وأمريكا في تنازع شرف قتل العدناني متحدث تنظيم داعش في محيط مدينة الباب رسائل بشرعية قتال وحدات حماية الشعب الكردي لداعش في المدينة. في المقابل فإن تقدم قوات الجيش الحر المدعوم بالقوات التركية نحو المدينة ومحيطها سيُقابل بمقاومة شرسة قد تزيد من الفترة المقدرة لعمليات درع الفرات.

يُظهر تنظيم داعش مقاومة شرسة ضد قوات الجيش الحر وجيش سوريا الديمقراطي مع كل شبر يتقدمون فيه نحو سهل دابق الذي يفصله عن أماكن تواجد قواتنا الحالي فقط 10 كم، ويمثل هذا السهل أهمية كبيرة جدا لدى التنظيم الذي يعتقد بأن الملحمة الكبرى المرتبطة بمعارك آخر الزمان ستحدث فيه، وهو كذلك يبني ايدولوجيته على هذا المكان والأحاديث الواردة فيه، كما سمّى مجلته الناطقة بالإنجليزية "دابق" دلالة على الرمزية الكبيرة لهذا المكان في أبجدياته.

في المقابل لو تكلمنا عن الممر الكردي الذي سيُستكمل حتى الخط الواصل من جرابلس إلى مارع بطول 90 كم، فإن تركيا لن تقبل به بأي شكل من الأشكال، وستعمل على إنشاء المنطقة الآمنة فيها، ويأتي هذا الرفض التركي القاطع بسبب الفصل الذي سيتم لها عن عمقها العربي. لكن وفي الوقت نفسه ستواجه محاربة شرسة من تنظيم داعش ووحدات حماية الشعب الكردي من جهة، ومن جهة أخرى ستواجه معارضة أمريكية وروسية وإيرانية محتملة، الأمر الذي يُنبئنا بأيام ساخنة قادمة يملأها الأدرينالين.

عن الكاتب

مروة شبنم أوروتش

كاتبة في صحيفة يني شفق


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس