أفق أولوطاش - صحيفة أقشام - ترجمة وتحرير ترك برس

ربما تجاهل العديد المؤتمر الصحفي الذي عقده رئيس الجمهورية أردوغان قبل توجهه إلى الصين للمشاركة في قمة العشرين، برغم أنّ تصريحاته في هذا المؤتمر كانت في غاية الأهمية، وتحمل دلالات حول عملية درع الفرات العسكرية التي تقودها تركيا في سوريا.

وقد تابعنا تصريحات البنتاغون والبيت الأبيض ومسؤولين في الخارجية الأمريكية حول العملية العسكرية التركية، التي أكدوا فيها على ضرورة عدم التصادم واستهداف وحدات حماية الشعب، وحاولوا الترويج إلى أنّ الأخير قام بالانسحاب من غرب الفرات.

لكن الحقيقة هي أنّ وحدات حماية الشعب لم تنسحب نحو شرق الفرات، كما أنه لن ينسحب حتى لو هددت الولايات المتحدة الأمريكية "بقطع المساعدات". وقد وجه أردوغان تحذيرات واضحة وصارمة حول انسحاب وحدات حماية الشعب، وقال إنّ "تركيا هي وحدها من ستفحص انسحاب وحدات حماية الشعب أو عدمه". بمعنى أنّ أمريكا لا يمكن أنْ توجه تركيا، وتصريحات أردوغان هذه أجابت على العديد من التساؤلات.

ما نفهمه من تصريحات أردوغان، هو أنّ تركيا لا تكترث لما تصرح به أمريكا تجاه الحراك التركي في سوريا، ولا تعير حجم الدعم الذي قدمته أمريكا لوحدات حماية الشعب أي أهمية، وستسمر تركيا في ضرب وحدات حماية الشعب رغم التحذيرات الأمريكية. وأخيرا، تؤكد تركيا على أنها سائرة في هذه العملية حتى تحرير منبج.

والأمر الآخر المهم في تصريحات أردوغان، هو حديثه عن تل أبيض، وهي المنطقة التي تقع شرق الفرات، والتي خلصتها أمريكا من يد داعش عبر القصف الجوي، ودخلتها بعد ذلك عناصر العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب وقوات سوريا الديمقراطية بعد قيامهم بعمليات تطهير عرقي، واعتقد أنّ ذكر أردوغان لمنطقة تل أبيض، يشير إلى اهتمام تركيا بشرق الفرات وغربه أيضا. وتركيا منذ البداية أعلنت أنّ هدف هذه العملية العسكرية هو القضاء على الإرهاب المحيط بحدودها، ولهذا ستكون كل عناصر حزب العمال الكردستاني من عفرين وحتى قامشلي هدفا لهذه العملية حتى تحقيق الاستقرار في هذه المنطقة.

كما أكد أردوغان في تصريحاته على رفض تركيا القاطع لإقامة أي ممر كردي على الحدود بأي شكل كان، وتركيا لن تسمح بذلك، وهذا يعني أنّ محاولة وحدات حماية الشعب الوصول إلى باب من تل رفعت، سيجعلها تحت الاستهداف، ونفس الأمر سيكون في حال حاولوا الوصول إلى الغرب انطلاقا من منبج.

وأشار أردوغان أيضا إلى مصير المناطق التي يتم تحريرها من داعش وحزب العمال الكردستاني، حيث أكد على أنّ تركيا لن تستقر في جرابلس، والأهم هنا هو أنّ تركيا بخلاف القوى الأخرى، لا تسعى إلى تغيير الديمغرافية لهذه المناطق، ولهذا فإنّ من يقطن في هذه الأماكن هو الذين سيديرون شؤونها، وسيقوم الجيش السوري الحُر بالسيطرة على المناطق التي يتم تحريرها من داعش والعمال الكردستاني.

ولذلك فإنّ تركيا تقود العملية العسكرية بالشكل الذي تريد، دون الالتفات لأحد، بينما تراقب أمريكا بقلق التطورات الحاصلة.

عن الكاتب

أفق أولوطاش

كاتب في صحيفة أكشام


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس