هاكان ألبيراق – صحيفة قرار – ترجمة وتحرير ترك برس

لا أسأل هذا السؤال لأني أحب الجدال وكثرة الكلام، ولكني أسال لأنني أريد أن أفهم حقا ما يقصدون ويريدون عندما يتكلمون عن أخطاء قامت بها إدارة أنقرة أو الرئيس أردوغان، فما هي هذه الأخطاء وكيف كان بالإمكان أن تُصحح؟ وما الذي كان يقصده نائب الرئيس نعمان كورتولموش في مقابلته مع صحيفة حُرييت الشهر الماضي؟ وما هي الأمور التي كان يرددها من سنوات ولم يستمع له أحد؟ عندما انتظرت والشوق يقتلني لأسمع ما كان يدعو له ولم يجد لدعوته مجيب قال "كنت أتمنى لو أن النّهج السّلمي استمر منذ وقت طويل عندما بدأت الأزمة"!.

يغفل نعمان كوتولموش ومن شابهه في الطريقة عن كل مجهودات الرئيس أردوغان ورئيس الوزراء داود أوغلو ومساعيهم في حل الأزمة منذ بدايتها بالحلول السياسية وهم يتشدقون بـ"كنا نتمنى لو تم تبني منظور سلمي". أو كأنهم لا يريدون أن ينظروا إلى المجرم الأسد والمليشيات التي تقاتل من أجله بقيادة قاسم سليماني! وكأن كل هؤلاء كانوا ينتظرون رد تركيا حتى يبرروا لكل الجرائم الإنسانية التي قاموا بها؟ ما الذي أرادوه حقا من مطالباتهم الفارغة هذه؟

عندما انطلقت بوادر الأزمة السورية من داريا كانت تركيا تسعى وبكل الطرق السياسية إلى إيجاد حلول توقف تدهور الأوضاع، لكن وعند لحظة الحقيقة علمت الإدارة في أنقرة أنه لم يعد هنالك أي متسع للحلول السياسية، فأخذت جانب الثوار ودعمتهم بكل ما تستطيع. هنا أعود وأسأل: ماذا كنت تقصد بأنك "تتمنى تبني منظور سلمي" في إطار الحقائق والوقائع السابقة؟ بالتأكيد لا مكان لما تسأله، لأنه غير واقعي ولا يمكن تحقيقه.

سأعود في الأيام القادمة وأكتب في أفكار ما سبق بشكل أكثر توسعا وتبحرا، لكني هنا أريد أن أنهي كلامي بما يلي: بالتأكيد نحن اليوم لا نندم على محاربتنا لحزب العمال الكردستاني بعد كل إرهابه الذي نشره وتبنيه "الإدارة الذاتية" وحروب الخنادق.

عن الكاتب

هاكان البيرق

كاتب في صحيفة ستار


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس