أوكان مدرس أوغلو - صحيفة صباح - ترجمة وتحرير ترك برس

ماذا سيكون موقف أمريكا وحلفائها وروسيا وشركائها من العملية العسكرية المشتركة التي قامت بها القوات المسلحة التركية بالتعاون مع فصائل من الجيش السوري الحر؟

في الحقيقة جواب هذا السؤال معقد ومتشعب جدا، لماذا؟

لأن الحرب في سورية قد شارفت على الانتهاء و بدأت العناصر الفاعلة على الأرض بمحاولة فرض وإثبات وجودها على الساحة، ولهذا السبب وبينما تدعم القوات المسلحة التركية عملية درع الفرات في سورية، استغلت أمريكا هذا ودعمت قوى سورية الديمقراطية وبعضا من مجموعات الجيش السوري الحر وجعلتهم يشاركون في الحرب لمحاولة تغيير موازين القوى، لكن كل هذا قد يؤدي إلى خطر اصطدام هذه المجموعات بعضها ببعض.

أولا فلنجد أجوبة لأسئلة حساسة حيال الموقف التركي:

كم يقدر تعداد عناصر قوات سورية الديمقراطية التي تعمل لصالح أمريكا؟

تقدر بحوالي 4500 إلى 5000 شخص.

كم يقدر عدد عناصر وحدات حماية الشعب "يي بي غي" داخل قوات سورية الديموقراطية؟

حوالي 2000 مقاتل.

كم يبلغ تعداد المجموعات الكردية المسلحة والقابلة للتسلح على طول شمال سورية؟

مع المليشيات المسلحة حوالي 15 ألف مقاتل.

لكن المسألة مختلفة جدا بالنسبة لروسيا، فالسؤال هو: كيف تنظر روسيا لعملية تركيا في جرابلس؟

روسيا لا تريد نزول القوات المسلحة التركية مع الجيش السوري الحر باتجاه الجنوب، أي من المحتمل أن تتصادم القوات المسلحة التركية بوحدات حماية الشعب والعسكر الروسي على مشارف مدينة الباب، ومن جهة أخرى فإن روسيا تخطط لإحاطة مدينة حلب التي يسيطر عليها نظام الأسد.

روسيا تحاول بسط سيطرتها على حلب، هل تنتظر روسيا من تركيا إعطاء الضوء الأخضر؟

نعم لأن روسيا مع إبعاد المقاتلين الأجانب من الساحة السورية.

هل جواب أنقرة واضح وصريح بشأن هذه التوقعات؟

طبعا نعم، لأن تركيا تشدد على ضرورة انسحاب المقاتلين الأجانب حوالي 30 ألف مقاتل من حزب الله والمليشيات الشيعية، لكن لا تساوم تركيا روسيا حلب مقابل خط إعزاز-جرابلس.

بالنسبة للجبهة الأمريكية، فالتوقعات تقول إن أمريكا تسعى للوصول إلى الرقة معقل داعش الرئيسي بالتعاون مع وحدات حماية الشعب التي لم تعترف بأنها تنظيم إرهابي، وتقلق أمريكا حيال حياد العملية التركية عن الرقة، لكن في الوقت نفسه تطلب أمريكا من تركيا دعما من أجل معركة الرقة، أضف إلى ذلك أن أوباما مصر على دخول الرقة قبل انتهاء ولايته الرئاسية، وبالنسبة لتركيا فإنها تعارض معارضة شديدة أي توسع لمناطق سيطرة وحدات حماية الشعب.

ماذا تفعل الإدارة الأمريكية من أجل منع الاصطدام بين القوات المسلحة التركية مع الجيش الحر و بين وحدات حماية الشعب في سورية؟

تعمل أمريكا على ضبط تحركات عناصرها الفاعلة على الأرض، وتتتبع أمريكا في الوقت ذاته عملية تركيا العسكرية عن قرب، لكن السؤال الحساس جدا:

بعد كل هذا ما هي التطورات الهامة التي ستحصل في سورية؟

القرارات المتخذة بين روسيا وأمريكا لوقف إطلاق النار في سورية سوف تحدد توازن القوى الفاعلة على الأرض والتطورات والتغيرات القادمة.

عن الكاتب

أوكان مدرس أوغلو

كاتب في جريدة صباح


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس