نهاد علي أوزجان – صحيفة ملييت – ترجمة وتحرير ترك برس

يوم الخميس الماضي وفي إجابة القائد العام لرئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية جوزيف دانفورد على أسئلة لجنة في مجلس الشيوخ الأمريكي، أجاب بأنه يعمل على تقييم قوات سوريا الديمقراطية (الاسم الآخر لحزب العمال الكردستاني) ودراسة قدرتها على المشاركة في معركة استعادة الرقة من تنظيم داعش، كما تحدث عن إمكانية تسليحهم بالأسلحة الثقيلة والنوعية المتطورة بعدما كانت واشنطن تكتفي من قبل بالتسليح الخفيف.

تخطط القيادة العسكرية المشتركة لمعركة سوريا والعراق حتى تكون العملية في وقت واحد وتزامن يقطع دابر التنظيم الإرهابي داعش، فهم يريدون معركة الموصل والرقة في نفس الوقت حتى يمنعوا أي تحرك وانحياز لتنظيم داعش من الموصل الى الرقة، وفي إطار هذه التحضيرات يتم البحث في قدرة وإمكانيات حزب العمال الكردستاني في المشاركة، ولأن عناصر هذه المليشيات محدودة فإن كفّة التسليح الفعّال يجب أن ترجح له، فالحزب يأمل بدعم نوعي كبير كالصواريخ الثقيلة والبعيدة المدى والمضادات القوية الخارقة للدروع والدبابات والناقلات والتغطية الجوية...

الحديث عن تسليح حزب العمال الكردستاني في سوريا لا يقتصر على تقديم السلاح، بل يشمل أيضا تدريب مستخدميه، ورغم أن كلام القائد العام دانفورد اقتصر على أنه يقوم بدراسة أوضاع الحزب وقدراته الكامنة إلا أن الذي يحصل هو دعم عسكري واسع له بالأسلحة القوية والمتطورة، وهذه الأسلحة ستُخزّن في المستودعات لمعارك ما بعد تنظيم داعش. بعد تحقيق حزب العمال الكردستاني لمكسبه الأول بقتال تنظيم داعش سيكون قد امتلك قوة حقيقية قادرة على إزعاج تركيا بأسلحتها وميلشياتها المدربة. في مقابل كل هذه الطوام نرى القائد العام دانفورد يتحدث عن تهدئة تركيا! بالله عليكم عن أي تهدئة يتحدث؟؟؟

نحن وإلى الآن لا زلنا لا نعلم ما هي الأثمان التي ستقدمها أمريكا لحزب العمال الكردستاني على مشاركته العسكرية الواسعة، لكن المؤكد هنا أن مشكلة القضاء على إرهاب حزب العمال الكردستاني في الملفات التركية ستزداد صعوبة على صعوبتها، ولهذا فإن على الحكومة في أنقرة وضع الخطط الاستراتيجية المناسبة والعمل على تجاوز صعاب المرحلة شيئا فشيئا، ومنه فإنني أجد في معركة الرقة فرصة أخرى للحكومة حتى تثبّت أركانها في المنطقة الآمنة، وأعتقد أيضا أن المنطقة الآمنة ستحتاج إلى وقفة عسكرية صلبة وجدية لعام آخر على الأقل، كما لا يجب على تركيا أن تنسى أبعادها الداخلية من الأزمة والتي أعتقد بأنها أكثر أهمية وخطورة.

عن الكاتب

نهاد علي أوزجان

كاتب في صحيفة ملييت


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس