ترك برس

دعا الخبير السياسي التركي لطفي شاهسوفار أوغلو إلى إشراك الأحزاب السياسية المختلفة في البرلمان، وإيجاد توافق بين مختلف فئات الشعب بما فيهم اللاجئون السوريون، وذلك في مقاله بصحيفة وحدت “حكومة التوافق الشعبي والحاجة إلى إعادة رسم الرؤية”.

ورأى شاهسوفار أوغلو أن التوافق الشعبي ينبغي أن يشمل اللاجئين السوريين المقيمين في تركيا، مشيرًا إلى خبر نشرته إحدى الصحف التركية عن جراح القلب السوري زاهر بطاح تحت عنوان “يُخيط الألبسة بدلًا من خياطة القلب”، حيث أصبح طبيب الجراحة الحلبي يعمل خياطًا في أحد معامل إزمير.

وتساءل قائلًا: إلى متى سيستثني التوافق الشعبي والحزبي الكفاءات السورية؟ اينتظر أن ترحل جميعها إلى أوروبا العجوز؟ وهل يعقل أن تترك تركيا التي فتحت كافة أبوابها أمام المكلومين هذه الكفاءات التي ستسهم بقدر كبير في تنمية الدول الأوروبية التي لم تفعل شيئًا حيال قضية اللاجئين؟

وتساءل شاهسوفار أوغلو عمّا إذا كانت تركيا قادرة على إيجاد توافق شعبي بعد أن فشلت في تأسيس حكومة توافق بعد انتخابات يونيو/ حزيران 2015، مشيرًا إلى أن الشعب التركي رسم أروع صور التلاحم الشعبي في مهرجان الديمقراطية وتأبين الشهداء في ميدان يني كابي بإسطنبول.

وفي هذا السياق، كان رئيس الكتلة البرلمانية لحزب الشعب الجمهوري غورسال أرول قد صرح بأن تركيا تعيش أروع أيامها من حيث التلاحم والتوافق، ولكنها بحاجة لإيجاد توافق شعبي أقوى ضد المنظمات الإرهابية التي تشكل تحديًا أكبر لأمن واستقرار البلاد.

ومن جانبه، أشار شاهسوفار أوغلو إلى أن إيجاد التلاحم الشعبي الحقيقي يمكن من خلال ضم أعضاء من حزبي الشعب الجمهوري والحركة القومية إلى حكومة حزب العدالة والتنمية، مشيرًا إلى أن من شأن هذه الخطوة أن توحد الرؤى بين الأحزاب السياسية، كما نم شأن ائتلاف حكومي أن يسرّع وتسهل تنفيذ رؤية عام 2023 التنموية.

وذكر شاهسوفار أوغلو أن احتواء المعارضة سيسهل كذلك حل القضايا العالقة على الصعيد الخارجي، حيث سيكون بالإمكان تجاوز قضايا قد تُحرج الحكومة أمام المعارضة، مثل التحاور مع الأسد لبدء المرحلة الانتقالية وتوطيد العلاقات الاقتصادية مع إيران وغيرها من القضايا.

وحذر من أن حزب العدالة والتنمية الذي اعتمد على جماعة غولن في تطهير الدولة من سطوة الكماليين أصبح الآن مهددًا بالتفتت من جراء تعرضه “للخيانة العظمى”من عناصر الجماعة المتغلغلة في مؤسسات الدولة وحزب العدالة والتنمية نفسه، مبينًا أن تطهير الحزب من أفراد الجماعة قد بدأ كذلك، وهُنا تظهر أهمية التوافق الشعبي والسياسي للحفاظ على مسيرة التقدم والتنمية المنشودة.

ورأى شاهسوفار أوغلو أن إعلان النظام الرئاسي سيفقد حزب العدالة والتنمية وجوده تمامًا، مبينًا أن الأمر سيعتمد على المرشح للرئاسة وتاريخه السياسي كما في الولايات المتحدة، ولكن تركيا تختلف عن أمريكا في عدم حاجتها للحزبين الديمقراطي والجمهوري للترشح للرئاسة، إذ إن شخصية المرشح ستكفي، وسيقتصر دور الأحزاب السياسية البرلمانية على الشؤون الداخلية دون أن يكون لها وزن ثقيل في المشهد السياسي.

وأضاف شاهسوفار أوغلو أن تركيا بحاجة إلى توافق برلماني حتى إعلان النظام الرئاسي الذي سيُبنى على توافق شعبي بشكل أو بآخر.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!