ترك برس

ينصب جزء كبير من اهتمام الحكومة التركية في المرحلة الحالية على نفوذ جماعة غولن في منطقة البلقان، حسب الخبير السياسي عبد الله كاراكوش الذي أشار إلى أن تقارير استخباراتية عُرضت على الرئيس التركي ورئيس الوزراء أظهرت أن جماعة غولن لها نشاطات في 170 دولة وأن جزءًا مُعتبرًا من هذا النشاط في دول البلقان وعلى رأسها ألبانيا وكوسوفو.

 

وفي مقاله بصحيفة ملييت "نفوذ غولن في البلقان"، ذكر كاراكوش أن التقارير الاستخباراتية التركية كشفت وجود أكثر من 19 ألفًا و660 طالبًا بلقانيًا ملتحق بمدارس غولن، وخاصة في كوسوفو والبوسنة ورومانيا التي تضم أكبر عدد من مدارس غولن.

ونوّه كاركوش إلى أن جماعة غولن تملك جامعتين و5 مدارس ابتدائية وإعدادية و10 مدارس ثانوية إلى جانب 5 روضات و10 سكنات للطلاب في كوسوفو، موضحًا أن 6 آلاف و500 طالب كوسوفي ملتحقون بجامعات غولن، والبوسنة كذلك تحتوي جامعة و4 مدارس ثانوية و6 مدارس ابتدائية تابعة لجماعة غولن.

كما أن ألفين و200 طالب روماني يدرسون في مدارس وجامعات جماعة غولن التي تملك جامعة و8 مدارس ثانوية ومدرستين ابتدائيتين وعدة روضات، أما مقدونيا فتحتضن 5 مدارس ثانوية ومدرسة ابتدائية و10 سكنات للطلاب ويدرس في المؤسسات المذكورة ما يقارب ألفين طالب.

وأشار كاراكوش إلى أن نفوذ غولن لم يقتصر على دول البلقان المسلمة بل امتد إلى الدول المسيحية أيضًا، حيث يملك مدرسة ثانوية و3 مدارس ابتدائية و3 سكنات للطلاب في بلغاريا، وفي مملكة الجبل الأسود افتتحت جماعة غولن سكنًا للطلاب، وتضم مؤسسات جماعة غولن في المجر 500 طالب، وفي أوكرانيا 350 طالب، وفي كرواتيا 200 طالب، وفي صربيا 80 طالب.

وبحسب تقارير الحكومة، فإن جماعة غولن افتتحت 33 مؤسسة مجتمع مدني على مستوى دول البلقان، 12 منها تعليمية و11 اجتماعية وثقافية و8 منها تعمل على شكل مجلات وصحف.

وبيّن كاراكوش أن هذه التقارير تأتي في إطار سعي الحكومة التركية لمحاربة النفوذ الخطير لغولن الذي قد يؤثر على العلاقات التركية البلقانية، موضحًا أن المرحلة الأولى من محاربة هذا النفوذ هو عمل إحصاء استخباراتي بالمؤسسات الموجودة ومن ثم تسليم هذه الإحصاءات بأسماء المؤسسات إلى حكومات الدول البلقانية لإقناعها بخطورة التنظيم وضرورة التعاون مع الحكومة التركية للقضاء على تنظيم "إرهابي" يسعى للسيطرة على مقاليد الحكم.

وفي لقاء لكاراكوش مع نائب رئيس الوزراء "محمد شيمشيك"، أكّد نائب الوزراء أن الحكومة التركية تعمل على الحد من نفوذ غولن في البلقان، مُؤكدًا أن الأرقام الاستخباراتية المتعلقة بمؤسسات غولن في البلقان أصابت الجميع بالصدمة.

ومن جهتها، أشارت صحيفة يني شفق، المقربة للحكومة التركية، إلى أن الحكومة طلبت من عدة حكومات في البلقان وخارجه إغلاق المدارس والمؤسسات التابعة لغولن، مبينةً أن الحكومة الكوسوفية كانت أول حكومة استجابت للطلب التركي وأغلقت بعض المدارس هناك، ولكن الحكومة التركية تأمل بإغلاق كافة المؤسسات التابعة لغولن في البلقان.

وأضافت أن الحكومة الألبانية هي الحكومة تعارض الطلب التركي، مشيرةً إلى أن ذلك يعود إلى نفوذ جماعة غولن داخل أروقة الحكومة على الأرجح.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!